السبت، أبريل 26، 2008

سورة الإنسان

سورة الإنسان

بســــــمك اللــــــهم

ثم إن الله عادت للرفث والجماع مع آدم، فحبلت منه بحواء، فأنجبتها بعد حبل دام إثنين وسبعين عام، ومخاض دام إثنين وسبعين يوم، تنهد بعدها الكون الصعداء، من تراكمات المجرات العظمى، إلى أصغر الذرات، بسبب انتشار المعاناة في الكون من آلام المخاض، التي هدت بها الله ألف مليون من الأفلاك.

جنت الله بوليدتها مع آدم لدهور وأجيال طوال، وكبرت حواء إلى أن أصبحت زينة الأناث في الكون المعمور، من أقصاه إلى أقصاه، وأصبحت قرة عين العاشقين، الفحل آدم وحبيبته الله. وفي يوم مشؤم وكأن التاريخ يعيد نفسه، فجعت الله بعشيقها آدم يجامع حواء، ابنتهما وثمرة حبهما، خلف كثيب الوفود الواقع قبالة سدرة المنتهى، فطردتهما شر طردة من جنة المأوى إلى السماء السفلى. وبعد أن عاش فيها آدم وحواء مئات السنين، وأنجبوا المئات من البنات والبنين، الذين بدورهم لم يجدوا بديلا من نكاح إخواتهم أو إخوتهم، فكثر عدد الإنس من أولاد السفاح ، ذكورا وإناث، وانتشروا في الجنة الدنيا إلى أن ضاقت بهم بما رحبت.

ولأن حواء كانت سيدة الفتنة والجمال، فقد كانت بناتها وحفيداتها من خلفة السفاح مثلها قمما في الأنوثة والجمال، وكن هلوكات وأقطابا نابغات في فنون الغنج والتبغنج والنكاح، ومع الزمن لم يستطع جبريل المحروم في جنة المأوى عنهن صبرا، فكان يتسلل إلى الجنة الدنيا مع زمرة من خلانه من الملائكة ، فيشربوا من نهر خمرها جيحون، ثم ينهالوا وطئا ونكحا في بنات حواء، على ضفاف نهر سيحون، فجاء خلفه وخلف عصبته من الملائكة منهن متنوعا، فحسب قوانين الوراثة والجينات المطبقة في اللوح المحفوظ ، كان من خلفه من غلب عليه طبع الملائكة النوراني، وكان منهم من غلب عليه طبع الإنس الطيني، وجاء أكثرهم بطبع النار، أي خليطا من الطين والنور، وهم ما أطلقت عليهم الله فيما بعد في قرآنها المجيد، إسم الجن والعفاريت، وبعد أن اكتشفت الله ولع جبريل بوطأ حفيداتها بنات إبنتها حواء الغادرة، غضبت عليه أشد غضب، فطردت آدم وحواء ونسلهما ونسل جبريل وأصحابه من الملائكة إلى كوكب سحيق، خلقته في ستة أيام أو يزيد، وأسمته الأرض، شماتة بزوجي السفاح، آدم وحواء، وعقابا على غدرهما المهين، ولإيقاعهما بفلذة كبدها جبريل وتلويثه بالطين، وهو درة عينها وابنها من حبيبها الأبدي، صاحب السمو الأعلى والوجه الأبهى، الأمير إبليس. وهكذا مضى أمر الله منذ غدرت بإبليس، ومنذغدر بها آدم بابنتهما حواء، ومنذ سطا جبريل على أخواته من بنات آدم وحواء سطو الثعلب على قفص الدجاج، وحيدة حزينة لآلاف آلاف السنين.


 خلق الإنسان من طين والملائكة من نور والجن من نار. أي أن الجن خليط من الإنس والملائكة لأن النار عبارة عن "طين" مشع للضوء حسب علوم بني الأصفر.

عودة للأعلى

ليست هناك تعليقات:

Links

    لا يعني إدراج الروابط التالية أن أبو لهب يوافق على كل ما يرد فيها وعلى وجه التخصيص , فنحن نرفض وندين أي مقالات معادية للقضية الفلسطينية أو القضية العربية