الجمعة، أبريل 25، 2008

سورة ريحانة

سورة ريحانة

بســــــمك اللــــــهم

أثناء رحلة العودة من المثول بين يدي الله، وبعد هبوط المعراج بسلام في بيت المقدس، فوجئنا جميعا أن شمعون، براق محمد، قد اختفى، واستبدل ببراقة شابة، بنصف جسم إنساني ممشوق وثديين ناهدين إلى الأعلى توجا بحلمتين حمراوتين كزهر متفتح، حاولت أن أغض النظر ولكن هيهات، كيف أغضه عن الكشح الهضيم العاري، المزين بأخاديد الفتوة والتي بانت من تحت بشرة ملساء تخال أنها مشعة كبشرة جبين جبريل، كيف غض الطرف عن الشعاع الآسر المنعكس وهو يتراقص من خلل جوهرة منيرة غطت بها سرتها. أين المفر وقد رأيت في محياها وجه حبيبتي تناسيم بنفس البياض ونفس الرقة ونفس التناسق الآخاذ؟ وعندما أمسكني أبو مشعل بالجرم المشهود وأنا أضاجعها بعيني، هربت بهما، فوقعتا على شعر فاحم مسدول ثم ما لبثتا أن أسرتا بعينين سوداووين ليس لهما قرار، تنظران إلى إعماقي بتحد وببعض عتاب، فحولتهما فوقعتا على شفتين نديتين، فدخت وشعرت بالدوران، فابتعدت بعيني، فوقعتا على جسمها الفرسي. فذهلت وكدت أفقد عقلي، يكفي أن أقول أني كنت من محترفي إقتناء أكرم الخيول العربية بين بني هاشم وقريش كلها، ولم أرى في حياتي أو تخيلت أن أرى جسم فرس بهذا الجمال، كان أبيض ناصعا طويلا ممشوق القوام، يتفجر قوة وعنفوانا، يزينه جناحين ذهبيين مصقولي الريش الملون كأنهما جناحي طاووس من الحبشة، فيزيد الضوء المنعكس عنهما والنابع من جسم جبريل المنير وجهها جمالا ورقة، ومن الخلف غطي فرجها الفرسي، بذيل كثيف من الشعر الأبيض الطويل ولاحظت عندها أن للإناث من الأبرقة فرج فرس وليس لهن فرج تحت السرة كنساء البشر كما ورد، مستقبلا، في أحاديث أبي هريرة .

بعد حديث سريع على شكل همهمة وزقزقة سريعين مع موقع قيادته الواقع في البيت المعمور في الجنة الدنيا، ولم أفهم منه شئيا، أخبر جبريل محمد أن البراقة الجديدة التي أتت لخدمتنا ، أجبرت على التطوع مكان زوجها شمعون الذي تدهورت صحته وهو مربوط إلى حائط البراق. كان الحزن الشديد ظاهرا على وجه صاحبي البراق أبو مشعل، الذي كان محمد قد ربطه قبل صعودنا للمعراج إلى حائط البراق. حييته بمودة صادقة فإجاب تحيتي بمثلها، وبدا أنه امتعض أما من تحديقي الشبق بريحانة أو من رائحتي الكريهة، حاولت أن أضع يدي على كتفه الحصاني برفق لمواسته، جفل إلى الخلف قليلا، لكنه انتبه متفهما لوضعي مع جمال البراقة، ورجع نحوي محنيا رأسه بحزن. أخذ جبريل محمد من يده وأشار له أن يمشي معه نحو ما يسمى حاليا بالمسجد المرواني والواقع في الباحة الشرقية للمسجد الأقصى. ومن خلال الظلام الدامس، رأيت جبريل بمساعدة الهالة الضوئية الملائكية المنبعثة طبيعيا من جسمه السماوي، يتكلم بجد وبحدة وكان يستخدم جناحية ويديه محاولا شرح شيئا ما لمحمد، وكان هذا يهز برأسه صعودا ونزولا تعبيرا عن فهمه وموافقته لكلام جبريل. نحو نهاية حديثهما رأيت محمدا يضع يده على قلبه وكأنه يقسم على شئ ما.

رجعا نحونا صامتين وبوقار مرتجف، وكان محمد ينظر نحو الأرض ولفت انتباهي أنه كان يبذل جهدا بطوليا لتفادي النظر أو تبادل التحية مع البراقة، التي أخبرني أبو شمعون أن إسمها ريحانة. جاء جبريل ووضع بساطا فوق سرج ريحانة وبساطا مماثلا فوق سرج براقي أبا مشعل. بعد أن اعتلى محمد السرج وشرح له جبريل بإسهاب، وبطريقة رسمية جدية، كيف يربط أحزمته الواقية. ثم وضع بيديه مقودا من جلد له مقابض مريحة لتعين محمدا في حفظ توازنه في حالة الدوران بزوايا حادة. بعدها أخذ جبريل براقي أبو مشعل إلى ناحية جانبية، وتكلما مطولا ويبدو أن النقاش زاد من قلق وحزن جبريل وحنقه علي وقد تفادى أن يكلمني أو حتى أن ينظر ناحيتي.

 

 


شَأْنُ رَيْحَانَةَ:

( قَالَ ) : وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَدْ اصْطَفَى لِنَفْسِهِ مِنْ نِسَائِهِمْ رَيْحَانَةَ بِنْتَ عَمْرِو بْنِ خُنَافَةَ إحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَمْرِو بْنِ قُرَيْظَةَ فَكَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى تُوُفّيَ عَنْهَا وَهِيَ فِي مِلْكِهِ وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَرَضَ عَلَيْهَا أَنْ يَتَزَوّجَهَا ، وَيَضْرِبَ عَلَيْهَا الْحِجَابَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللّهِ بَلْ تَتْرُكُنِي فِي مِلْكِك ، فَهُوَ أَخَفّ عَلَيّ وَعَلَيْك ، فَتَرَكَهَا . وَقَدْ كَانَتْ حِينَ سَبَاهَا قَدْ تَعَصّتْ بِالْإِسْلَامِ وَأَبَتْ إلّا الْيَهُودِيّةَ فَعَزَلَهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَوَجَدَ فِي نَفْسِهِ لِذَلِكَ مِنْ أَمْرِهَا . فَبَيْنَا هُوَ مَعَ أَصْحَابِهِ إذْ سَمِعَ وَقْعَ نَعْلَيْنِ خَلْفَهُ فَقَالَ إنّ هَذَا لِثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْيَةَ يُبَشّرُنِي بِإِسْلَامِ رَيْحَانَةَ فَجَاءَهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَدْ أَسْلَمَتْ رَيْحَانَةُ فَسَرّهُ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهَا

من سيرة إبن هشام

قَالُوا : وَكَانَتْ رَيْحَانَةُ بِنْتُ زَيْدٍ مِنْ بَنِي النّضِيرِ مُتَزَوّجَةً فِي بَنِي قُرَيْظَةَ وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - قَدْ أَخَذَهَا لِنَفْسِهِ صَفِيّا ، وَكَانَتْ جَمِيلَةً فَعَرَضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - أَنْ تُسْلِمَ فَأَبَتْ إلّا الْيَهُودِيّةَ . فَعَزَلَهَا رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - وَوَجَدَ فِي نَفْسِهِ فَأَرْسَلَ إلَى ابْنِ سَعِيّةَ فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ ابْنُ سَعِيّةَ : فِدَاك أَبِي وَأُمّي ، هِيَ تُسْلِمُ فَخَرَجَ حَتّى جَاءَهَا ، فَجَعَلَ يَقُولُ لَهَا : لَا تَتّبِعِي قَوْمَك ، فَقَدْ رَأَيْت مَا أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ حُيَيّ بْنُ أَخْطَبَ ، فَأَسْلِمِي يَصْطَفِيك رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - لِنَفْسِهِ .

فَبَيْنَا رَسُولُ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - فِي أَصْحَابِهِ إذْ سَمِعَ وَقْعَ نَعْلَيْنِ فَقَالَ إنّ هَاتَيْنِ لَنَعْلَا ابْنِ سَعِيّةَ يُبَشّرُنِي بِإِسْلَامِ رَيْحَانَةَ . فَجَاءَهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللّهِ قَدْ أَسْلَمَتْ رَيْحَانَةُ فَسُرّ بِذَلِك

من مغازي الواقدي

هناك رويات إسلامية تتدعي أن ريحانة بنت عمرو النضرية أسلمت وأنها تحجبت ، ولكننا نستبعد ذلك من إمرأة حرة رأت كل رجال قبيلتها يذبحون ونسائها وأطفالها تسبى وتباع في سوق الرقيق. ويورد كل من إبن هشام والواقدي ملامح عن إباء وفخر أبناء هذه القبيلة وهم يساقون للمذبحة ، ونعتقد أن رفض ريحانة القبول بالإسلام والزواج من محمد انبثق من هذا الإباء لهذه القبيلة اليهودية الدين، المجهولة الأصل العرقي. ومن قصص التحدي المعروفة قصة الزبير إبن باطا الذي طلب أن يذبح مع رفاقه بعد أن كسب حياته مقابل أيادي وفضائل كان قد قدمها لأحد الصحابة. الحديث عن مذبحة بني قريظة طويل ، ولا مجال للتفصيل فيه هنا، ولكن من المهم أن نذكر أن هذه المذبحة أرعبت جزيرة سكان جزيرة العرب، فنشاهد بعدها كيف ألقت جويرية بنت الحارث نفسها في أحضان محمد فدية لقبيلتها ، وينطبق نفس الأمر على صفية بنت حيي بن إخطب التي سبيت في غزوة خيبر ، وأسلمت وقبلت تزوج النبي خوفا مما قد يحل بها وبما تبقى من أهلها. -- أبو لهب

ليست هناك تعليقات:

Links

    لا يعني إدراج الروابط التالية أن أبو لهب يوافق على كل ما يرد فيها وعلى وجه التخصيص , فنحن نرفض وندين أي مقالات معادية للقضية الفلسطينية أو القضية العربية