الجمعة، أبريل 25، 2008

سورة العدالة

سورة العدالة

بســــــمك اللــــــهم

قال الصوت الإلهي مخاطبا محمد برخامة مقدسة: هل ظننت أنك تستطيع أن تكيد لأبي عتبة دون علمي يا ابن إبي كبشة؟

قال محمد وقد سقط منبطحا على وجهه وكأن يدا خفية صرعته على الأرض، وهو يبكي ويرتجف كمقرور أرعده البرد: غفراك اللهم

قال الصوت الإلهي: إن مؤامرتك الرخيصة مع جبريل لتفتن أبا لهب حتى يأتيني نجسا مجنبا مطليا بالقيئ والخراء لم تمر على. وحقي، إني أكاد أن أقتطع لك قطعة من نار جهنم.

قال محمد وهو ينشج بالبكاء والرعب يكاد أن يقتله: غفرانك اللهم، غفرانك اللهم، أتوب إليك يا أرحم الراحمين.

قال الصوت الإلهي يخاطبني: خاف أن أجعلك شريكا له في النبوة كما صنعت مع هارون وموسى، فوسوس لجبريل أن يفتنك بالملكة تناسيم حبيبته وموعودته في الجنة، وزاد على ذلك أن وضع لك في شرابك في المعراج مسهلا لأحراجك أمامي، متناسيا قدسيتي وعلمي، والآن وبعد أن لوثت تناسيم بشبقك الآدمي النجس خسرها جبريل، وبتلك الخسارة لملاكي القوي المتين أقضي على محمد بالفضيحة الأبدية، سأوقعك يا محمد بعشق زوجة إبنك زيد، فبعد أن يقضي منها وطره سأزوجكها حتى تكون فضيحة أبدية بين الأمم.

قال محمد من بين نشيجه، وقد وقف الآن بعد جهد على قدمية : اللهم لا، اللهم لا.

ثم سكت وبعد أن استجمع شيئا من شجاعة وقال: وهل ستكون هذه الزوجة جميلة وفاتنة وبهكنة ، وبيضاء وكعوب يا أرحم الرحمين؟

قال الصوت الإلهي بامتعاض واضح: ستكون إبنة عمتك زينب بنت جحش، ولكنه لم يعلق على جمالها أو فتنتها. ثم استأنف: وسأجعل كل ذريتك من بعدك أولاد الجواري والإماء وقضينا أيضا أن نحكم ولد بني أمية الفاجرين برقاب أحفادك حتى يسومنهم سوء العذاب ومن بعدهم ولد عمك العباس الكافر ليذبحونهم ذبح النعاج. أما الآن، فجزاء وعقابا بما فعلت بحق أبي لهب في المعراج من دسك للمسهل له في الشراب، أقضي أن تنسهل في ثيابك وعلى نفسك كما فعلت به، أما جبريل فكفاه خسارة تناسيم.

أخذ محمد في الحال يتلوى ألما، ولما لبث أن خرج منه صوت ضراط منكر تردد في باحة السدرة، نعقت بعدها غربان الشجرة بصوت منكر يصم الآذان وكأنها تستنكر رائحة الخراء الذي أخذ يسيل على أكعاب محمد وينقط من فوق حذائة، ولكن لعجبي، لاحظت أن الخراء لم يكن يتساقط على أرض جنة المأوى، ولكنه بدأ يصعد على ثوبه من الخارج حتى غطاه ، وفهمت عندها أن أرض جنة المأوى لا تسمح للنجاسة أن تقع عليها.

سكت الصوت الإلهي كما بدأ فجأة ، وزاد هزلان سدرة المنتهى وظلامها حتى بدت كالعرجون القديم، وشعرت بموجة حزن طاغ تلفعني وتستقر في عظامي، وقام جبريل يبكي وكأنه ميت منذ ألف عام.

قال بغضب ولكن بصوت مكتوم: والله لقد كدت أن تهلكني يا أبا لهب وفوق هذا تدبرت أن تأخذ مني تناسيم الحبيبة ولكن الذنب ذنبي، لم يكن علي أن أفتنك بتناسيم كما وسوس لي محمد، والله ما أدري ما الذي حل بي عندما زين لي أن أفعل ذلك.

كانت السعادة تغمرني فلم أرد عليه بشئ لتحرقي لرحلة العودة في المعراج حتى أرى تناسيم مرة أخرى. في طريق العودة نحو مدرج المعراج من جنة المأوى إلى السماء الدنيا لم يحدث شيئ يذكر، ما خلا نظرات التقزز والإستهجان من رائحتي ورائحة محمد التي صاحبتنا في رحلتنا عبر محطة السماء الدنيا. لاحظت حتى من خلال انبهاري بلقاء الرحمن وتشوقي لرؤية تناسيم أن الأرض الخضراء كانت ما تزال على يمينيى والأرض المحترقة ما زالت على يساري. في المعراج أثناء رحلة العودة للأرض، ولحزني الشديد، لم تأت لنا تناسيم بالشراب بسبب حقد جبريل علي وكان محمد أيضا جالسا يبكي يهز نفسه أماما وخلفا ولم يتفوه بكلمة طوال رحلة الهبوط نحو بيت المقدس.


 القرآن: سورة الأحزاب: فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها

عودة للأعلى

لم يعتنق العباس الإسلام إلى أن غزا محمد مكة وكان قد شارك وأسر في معركة بدر التي رفضت أن أخرج للقتال فيها من مبدأ رفضي لهاشمي ان يقاتل هاشمي آخر. بعد استيلاء العباسيين على السلطة من الأمويين، وكان هدفهم المعلن ارجاع الخلافة لأهل البيت قاموا بذبح أحفاد علي وحليفهم أبو مسلم الخراساني لأنه طلب من السفاح أن يتنازل عن الخلافة للعلويين.

عودة للأعلى

ليست هناك تعليقات:

Links

    لا يعني إدراج الروابط التالية أن أبو لهب يوافق على كل ما يرد فيها وعلى وجه التخصيص , فنحن نرفض وندين أي مقالات معادية للقضية الفلسطينية أو القضية العربية