السبت، أبريل 26، 2008

سورة الإشراق

سورة الإشراق

بســــــمك اللــــــهم

بدأ عندها إبليس بالتوسل إلى الله، وانبعثت من موضعه المهيب، فوق الكثيب، موجة من الرقة والحب والحنان، فاحت وانتشرت من الكثيب نحو السدرة، فلفحتنا وصفوف الملائكة أجمعين. وأخذ يقول: لا ليس هنا يا إلهتي ، ليس عند سدرة المنتهى يا حبيبتي، وغرق في نشيج يقطع الأكباد، ملأ جو الساحة بحزن شديد، فتبعته الملائكة في لازمة البكاء، فأحرقت حرارة حزنها القلوب وتقرحت منها العيون.

وبعد أن استغرق إبليس والملائكة في البكاء، واكفهر الجو من منظر الوطأ والرجم ورائحة الموت والدماء، حدث العجب العجاب. بدأ الضوء المنبعث من السدرة بالتقلب بين ألوان الطيف المرئي، والتغير من شديد يعمي الأبصار، إلى خافت يكاد أن يكون ظلام، وأخذت أنحاء من أغصانها تفيض بروح الشباب، وأنحاء أخرى تموج بالهرم والشيخوخة، وكأنها في صراع حائر مع نفسها. وشعرت بالفوضى تعم، وبالسلطان الكوني يزول، إلى أن أنكشف الغطاء وزالت الأستار. شعرت فجأة، هكذا دون سابق معرفة أو إنذار، أني أفهم ما حولي دون حاجة إلى كلام، وأدرك كل ما شئت دون الرجوع إلى السؤال، ومن غير حاجة لإجالة البصر أو الإنصات.

نظر عندها إلي أبو مشعل بعينيه المتقدتين، وقال من دون أن يفوه، وابتسم من غير ظهور أسنان، فسمعته ببصيرتي يقول وابتسامة ابتهاج تعصف في أرجاء بصيرته: فبصرك اليوم حديد يا أبا لهب؟! أبشر! لقد زال السلطان وانكشف الغطاء.


 وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ {21} لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ {ق/22}

من المتناقضات التي لا تخطر على بال المسلمين ، هو أن الكافر بالله سيؤمن إيمانا لا رجعة فيه يوم القيامة بعد أن يبعث ويحاكم ، فيرى الله عيانا ويخبر بنفسه دون الحاجة للإيمان بالغيب كل ما وعد به. وسيكون إيمانه أقوى بمراحل بسبب مفهوم كشف الغطاء في هذه الآية ، بعد هذا الإيمان، سيحكم عليه الله بالخلود في جهنم! راجع مقالتي تحت عنوان "جهنم مأوى للمؤمنين" والمنشورة في منتدى مساحات ، وأنوي تثبيتها في موقعي هذا.

عودة للأعلى

ليست هناك تعليقات:

Links

    لا يعني إدراج الروابط التالية أن أبو لهب يوافق على كل ما يرد فيها وعلى وجه التخصيص , فنحن نرفض وندين أي مقالات معادية للقضية الفلسطينية أو القضية العربية