الأربعاء، مارس 12، 2008

أنزلنا الحديد: النص العام للأعجوزة


الطرح العام لمعجزة إنزال الحديد

سنتستخدم في هذه المقالة "أًَعجوزة إنزال الحديد" ، والتي تمثل في رأينا إحدى أكبر الفضائح الحضارية التي اقترفها الإعجازيون المسلمون بحق العرب والمسلمين وعلى مشهد من العالم المتحضر. وتتمثل هذه الأعجوزة بالإدعاء أن القرآن قال بإنزال الحديد من "السماء" على الأرض وأن هذا دليل على إعجاز القرأن وإثبات لتنزيله من الله لأنه لم يكن بإمكان محمد الأمي معاصر القرن السابع الميلادي أن يعلم بأن حديد الأرض (أي كل حديد الأرض) قد نزل من "السماء" . ويبدو أن براءة هذا "الإختراع" (أو البدعة بلغة المسلمين) تعود للإعجازي واسع الخيال ورجل الأعمال الناجح ، الدكتور زغلول النجار ، وهو متخصص في علوم الجيولوجيا مع تركيز على دراسة السبخات الصحراوية . وممن تبعه في الكتابة المغالطة حول هذا الموضوع الأساتذة الدكتور محمد عبد الله البلتاجي ، متخصص في كيمياء مبيدات الآفات في العلوم الزراعية ، ، والدكتور ممدوح عبد الغفور حسن وهو متخصص في المواد النووية ، ونميز هنا مقالة الدكتور محمد صالح النواوي وهو الوحيد من الأساتذة الأربعة المتخصص في علم الفلك والذي كتب مقالته ببعض من النزاهة العلمية حيث حاول أن يطابق وصفه العام لتكون المجموعة الشمسية مع الخطوط العامة المتفق عليها حاليا بين العلماء المختصين في علوم الكواكب (planetology بلانتولوجي) ، نقول هذا بالرغم من أنه يقع مثلهم (ولو بحذر) في الربط التعسفي بين كلمات القرآن البسيطة والنظريات العلمية المتداولة. ومن النافل ذكره ، أن كل هذه المقالات عن الإعجاز بالقول في تنزيل حديد الأرض لم تنشر في مجلات علمية معترف بها دوليا. ونورد أدناه مقتطفات من مقالتي الدكتور النجار والدكتور النوواي عن هذا الموضوع.

يوضح طرح الإعجازيين لهذه "المعجزة" كيف أنه يترتب على الإيمان أن القرآن كلام الله ، وأن هذا الكلام يحوي حقائق عن العلوم الطبيعية ، سجن عقل المؤمن تحت سقف معلومات البدو العرب من معاصري القرن السابع الميلادي والمدونة في القرآن والسنة. وتكون النظرة القرآنية لمكانة الأرض في الكون وعلاقتها بالسماء زنازنة محكمة لعقل الإعجازي المسلم لا يستطيع منها النفاذ. فبعد توفر المعلومات الحديثة عن الأرض والكون المحيط ، أصبح من الصعب على الباحث المحايد معرفة المعنى الدقيق لمفهوم السماء الوارد في القرآن. فحسب الآيات القرآنية ، وتفسير الإعجازيين المسلمين لها ، تعني السماء الغلاف الجوي حول الأرض  في بعض الحالات، كما يحدث في استخدام الإعجازيين لتفسير طبقات السماء السبع أو لتفسير نزول المطر، وقد تعني الفضاء الخارجي بما يحوي من النجوم والمجرات عند كلامهم عن "المعجزات الفلكية" مثل النجم الثاقب (black hole) . ويغير المعنى حسب حاجة الإعجازي وخياله، ولكن دون الحيود عن التقسيم القرآني للعالم والمتكون من جزئين: الأرض والسماء واللتان تكونتا (خلقتا) في نفس الوقت ، فكانتا "رتقا" ففتقهما الله ثم رفع السماء فوق الأرض بأعمدة لا نراها

بالمقابل ينظر العلم التجريبي الحديث على الكون كوحدة واحدة ، تشكل الأرض فيه كمية تافهة من المادة والحيز. من ناحية فلكية بحتة ، تشكل الأرض كوكبا صخريا تكون بعد الأنفجار العظيم بنحو من عشرة بلايين سنة أثناء عملية تكون مجموعتنا الشمسية، وبهذا تكون الأرض ، وبعكس ما يزعم كاتب القرآن، قد تكونت بعد تكون السماء بهذا الزمن الطويل.

إدعاء الدكتور النجار في تنزيل الحديد من السماء

نجدول في ما يلي النقاط الرئيسية في ادعاء الدكتور النجار عن إنزال الحديد من "السماء"، وقد أوردنا النص الذي تحويه هذه الادعائات أدناه في بيان رقم 1 كما نقلناه من موقعه:

  1. يشكل عنصر الحديد نسبة 35.9 % من كتلة الكرة الأرضية، بينما يشكل 0.0037 % من كتلة الشمس.

  2. كتلة الشمس الصغيرة نسبيا لا تمكن الشمس من تصنيع الحديد عن طريق الدمج النووي في مركزها ، وهذه النقطة صحيحة.

  3. تكونت الأرض (وضمنيا الكواكب الأخرى) عن طريق الإنفصال عن الشمس.

  4. لأن كتلة الشمس لا توفر ظروف الحرارة والضغط المناسبة لتكوين الحديد فيها عن طريق الدمج النووي، فلا بد أن يكون الحديد الموجود على الأرض قد أتى من مصدر خارج عن مجموعتنا الشمسية ، ويوجد هنا تلميح ضمني أن الفرق بين نسبة الحديد المرتفعة في الارض وبين نسبته الضئيلة في الشمس تؤيد هذه النقطة.

  5. الحديد المتواجد حاليا في مجموعتنا الشمسية تكون في قلب نجم عملاق خارج مجموعتنا الشمسي (خارج الكون المدرك حسب كلماته)

  6. إنفجر النجم العملاق وانتشرت "أشلائه في صفحة السماء" وبعد ذلك نزل الحديد على الأرض على شكل "وابل من النيازك" صهرت الغلاف الصخري للأرض وبفعل ثقلها استقرت في قلب الأرض.

  7. يخبر القرآن المسلمين عن هذه "الحقائق العلمية في الآية"

لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ {الحديد/25}

  1. كلمات "فيه بأس شديد" إعجاز علمي يشير إلى التفاعلات النووية التي تدمج الحديد من عناصر أخف منه في قلوب النجوم العملاقة.

وسنعود لنرد على هذه النقاط بعد أن نستعرض النظريات العلمية الحديثة عن تكون المجموعة الشمسية.

عودة لقائمة المحتويات

القسم التالي

القسم السابق


بيان رقم 1

مقتطفات من مقالة الدكتور زغلول النجار عن الإعجاز القرآني في تنزيل الحديد
حديد الأرض في العلوم الكونية:

بينما لاتتعدي نسبة الحديد في شمسنا‏0.0037%‏ فإن نسبته في التركيب الكيميائي لأرضنا تصل إلي‏35.9  %‏ من مجموع كتلة الأرض المقدرة بحوالي ستة آلاف مليون مليون مليون طن‏,‏ وعلي ذلك فإن كمية الحديد في الأرض تقدر بأكثر من ألفي مليون مليون مليون طنا‏,‏ ويتركز الحديد في قلب الأرض‏,‏ أو مايعرف باسم لب الأرض‏,‏ وتصل نسبة الحديد فيه إلي‏90%‏ ونسبة النيكل‏(‏ وهو من مجموعة الحديد‏)‏ إلي‏9%‏ وتتناقص نسبة الحديد من لب الأرض إلي الخارج باستمرار حتي تصل إلي‏5,6%‏ في قشرة الأرض‏.‏

وإلي أواخر الخمسينيات من القرن العشرين لم يكن لأحد من العلماء إمكانية التصور‏(‏ ولو من قبيل التخيل‏)‏ أن هذا القدر الهائل من الحديد قد أنزل إلي الأرض من السماء إنزالا حقيقيا‏!!‏

كيف أنزل؟ وكيف تسني له اختراق الغلاف الصخري للأرض بهذه الكميات المذهلة؟ وكيف أمكنه الاستمرار في التحرك بداخل الأرض حتي وصل إلي لبها؟ وكيف شكل كلا من لب الأرض الصلب ولبها السائل علي هيئة كرة ضخمة من الحديد والنيكل يحيط بها وشاح منصهر من نفس التركيب‏,‏ ثم أخذت نسبته في التناقص باستمرار في اتجاه قشرة الأرض الصلبة؟

لذلك لجأ كل المفسرين للآية الكريمة التي نحن بصددها إلي تفسير‏(‏ وأنزلنا الحديد‏)‏ بمعني الخلق والإيجاد والتقدير والتسخير‏,‏ لأنه لما كانت أوامر الله تعالي وأحكامه تلقي من السماء إلي الأرض جعل الكل نزولا منها‏,‏ وهو صحيح‏,‏ ولكن في أواخر القرن العشرين ثبت لعلماء الفلك والفيزياء‏,‏ الفلكية أن الحديد لايتكون في الجزء المدرك من الكون إلا في مراحل محددة من حياة النجوم تسمي بالعماليق الحمر‏,‏ والعماليق العظام‏,‏ والتي بعد أن يتحول لبها بالكامل إلي حديد تنفجر علي هيئة المستعرات العظام‏,‏ وبانفجارها تتناثر مكوناتها بما فيها الحديد في صفحة الكون فيدخل هذا الحديد بتقدير من الله في مجال جاذبية أجرام سماوية تحتاج إليه مثل أرضنا الابتدائية التي وصلها الحديد الكوني‏,‏ وهي كومة من الرماد فاندفع إلي قلب تلك الكومة بحكم كثافته العالية وسرعته المندفع بها فانصهر بحرارة الاستقرار في قلب الأرض وصهرها‏,‏ ومايزها إلي سبع أرضين‏!!‏ وبهذا ثبت أن الحديد في أرضنا‏,‏ بل في مجموعتنا الشمسية بالكامل قد أنزل إليها إنزالا حقيقيا‏.‏
أولا‏:‏ إنزال الحديد من السماء

في دراسة لتوزيع العناصر المختلفة في الجزء المدرك من الكون لوحظ أن غاز الإيدروجين هو أكثر العناصر شيوعا إذ يكون أكثر من‏74%‏ من مادة الكون المنظور‏,‏ ويليه في الكثرة غاز الهيليوم الذي يكون حوالي‏24%‏ من مادة الكون المنظور‏,‏ وأن هذين الغازين وهما يمثلان أخف العناصر وأبسطها بناء يكونان معا أكثر من‏98%‏ من مادة الجزء المدرك من الكون‏,‏ بينما باقي العناصر المعروفة لنا وهي (103)‏ عناصر تكون مجتمعة أقل من‏2%‏ من مادة الكون المنظور‏,‏وقد أدت هذه الملاحظة إلي الاستنتاج المنطقي أن أنوية غاز الإيدروجين هي لبنات بناء جميع العناصر المعروفة لنا وأنها جميعا قد تخلقت باندماج أنوية هذا الغاز البسيط مع بعضها البعض في داخل النجوم بعملية تعرف باسم عملية الاندماج النووي تنطلق منها كميات هائلة من الحرارة‏,.‏ وتتم بتسلسل من أخف العناصر إلي أعلاها وزنا ذريا وتعقيدا في البناء‏.

فشمسنا تتكون أساسا من غاز الإيدروجين الذي تندمج أنويته مع بعضها البعض لتكون غاز الهيليوم وتنطلق طاقة هائلة تبلغ عشرة ملايين درجة مئوية‏,‏ ويتحكم في هذا التفاع (‏ بقدرة الخالق العظيم‏)‏ عاملان هما زيادة نسبة غاز الهيليوم المتخلق بالتدريج‏,‏ وتمدد الشمس بالارتفاع المطرد في درجة حرارة لبها‏,‏ وباستمرار هذه العملية تزداد درجة الحرارة في داخل الشمس تدريجيا‏,‏ وبازديادها ينتقل التفاعل إلي المرحلة التالية التي تندمج فيها نوي ذرات الهيليوم مع بعضها البعض منتجة نوي ذرات الكربون‏12,‏ ثم الأوكسجين‏16‏ ثم النيون20,‏ وهكذا‏.‏

وفي نجم عادي مثل شمسنا التي تقدر درجة حرارة سطحها بحوالي ستة آلاف درجة مئوية‏,‏ وتزداد هذه الحرارة تدريجيا في اتجاه مركز الشمس حتي تصل إلي حوالي‏15‏ مليون درجة مئوية‏,‏ يقدر علماء الفيزياء الفلكية أنه بتحول نصف كمية الإيدروجين الشمسي تقريبا إلي الهيليوم فإن درجة الحرارة في لب الشمس ستصل إلي مائة مليون درجة مئوية‏,‏ مما يدفع بنوي ذرات الهيليوم المتخلقة إلي الاندماج في المراحل التالية من عملية الاندماج النووي مكونة عناصر أعلي في وزنها الذري مثل الكربون ومطلقة كما أعلي من الطاقة‏,‏ ويقدر العلماء أنه عندما تصل درجة حرارة لب الشمس إلي ستمائة مليون درجة مئوية يتحول الكربون إلي صوديوم ومغنيسيوم ونيون‏,‏ ثم تنتج عمليات الاندماج النووي التالية عناصر الألومنيوم‏,‏ والسيليكون‏,‏ والكبريت والفوسفور‏,‏ والكلور‏,‏ والأرجون‏,‏ والبوتاسيوم‏,‏ والكالسيوم علي التوالي‏,‏ مع ارتفاع مطرد في درجة الحرارة حتي تصل إلي ألفي مليون درجة مئوية حين يتحول لب النجم إلي مجموعات التيتانيوم‏,‏ والفاناديوم‏,‏ والكروم‏,‏ والمنجنيز والحديد‏(‏ الحديد والكوبالت والنيكل‏)‏ ولما كان تخليق هذه العناصر يحتاج إلي درجات حرارة مرتفعة جدا لاتتوافر إلا في مراحل خاصة من مراحل حياة النجوم تعرف باسم العماليق الحمر والعماليق العظام وهي مراحل توهج شديد في حياة النجوم‏,‏ فإنها لاتتم في كل نجم من نجوم السماء‏,‏ ولكن حين يتحول لب النجم إلي الحديد فانه يستهلك طاقة النجم بدلا من إضافة مزيد من الطاقة إليه‏,‏ وذلك لأن نواة ذرة الحديد هي أشد نوي العناصر تماسكا‏,‏ وهنا ينفجر النجم علي هيئة مايسمي باسم المستعر الأعظم من النمط الأول أو الثاني حسب الكتلة الابتدائية للنجم‏,‏ وتتناثر أشلاء النجم المنفجر في صفحة السماء لتدخل في نطاق جاذبية أجرام سماوية تحتاج إلي هذا الحديد‏,‏ تماما كما تصل النيازك الحديدية إلي أرضنا بملايين الأطنان في كل عام‏.

ولما كانت نسبة الحديد في شمسنا لاتتعدي‏0.0037%‏ من كتلتها وهي أقل بكثير من نسبة الحديد في كل من الأرض والنيازك الحديدية التي تصل إليها من فسحة الكون‏,‏ ولما كانت درجة حرارة لب الشمس لم تصل بعد إلي الحد الذي يمكنها من انتاج السيليكون‏,‏ أو المغنيسيوم‏,‏ فضلا عن الحديد‏,‏ كان من البديهي استنتاج أن كلا من الأرض والشمس قد استمد ما به من حديد من مصدر خارجي عنه في فسحة الكون‏,‏ وأن أرضنا حينما انفصلت عن الشمس لم تكن سوي كومة من الرماد المكون من العناصر الخفيفة‏,‏ ثم رجمت هذه الكومة بوابل من النيازك الحديدية التي انطلقت إليها من السماء فاستقرت في لبها بفضل كثافتها العالية وسرعاتها الكونية فانصهرت بحرارة الاستقرار‏,‏ وصهرت كومة الرماد ومايزنها إلي سبع أرضين‏:‏ لب صلب علي هيئة كرة ضخمة من الحديد‏(90%)‏ والنيكل‏(9%)‏ وبعض العناصر الخفيفة من مثل الكبريت‏,‏ والفوسفور‏,‏ والكربون‏(1%)‏ يليه إلي الخارج‏,‏ لب سائل له نفس التركيب الكيميائي تقريبا‏,‏ ويكون لب الأرض الصلب والسائل معا حوالي‏31%‏ من مجموع كتلة الأرض‏,‏ ويلي لب الأرض إلي الخارج وشاح الأرض المكون من ثلاثة نطق‏,‏ ثم الغلاف الصخري للأرض‏,‏ وهو مكون من نطاقين‏,‏ وتتناقص نسبة الحديد من لب الأرض إلي الخارج باستمرار حتي تصل إلي‏5,6%‏ في قشرة الأرض وهي النطاق الخارجي من غلاف الأرض الصخري‏.‏

من هنا ساد الاعتقاد بأن الحديد الموجود في الأرض والذي يشكل‏35,9%‏ من كتلتها لابد وأنه قد تكون في داخل عدد من النجوم المستعرة من مثل العماليق الحمر‏,‏ والعماليق العظام والتي انفجرت علي هيئة المستعرات العظام فتناثرت أشلاؤها في صفحة الكون ونزلت إلي الأرض علي هيئة وابل من النيازك الحديدية‏,‏ وبذلك أصبح من الثابت علميا أن حديد الأرض قد أنزل إليها من السماء‏,‏ وأن الحديد في مجموعتنا الشمسية كلها قد أنزل كذلك إليها من السماء‏,‏ وهي حقيقة لم يتوصل العلماء إلي فهمها إلا في أواخر الخمسينيات‏,‏ من القرن العشرين‏,‏ وقد جاء ذكرها في سورة الحديد‏,‏ ولايمكن لعاقل أن يتصور ورودها في القرآن الكريم الذي أنزل منذ أكثر من أربعة عشر قرنا علي نبي أمي‏‏ صلي الله عليه وسلم‏ وفي أمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين‏,‏ يمكن أن يكون له من مصدر غير الله الخالق الذي أنزل هذا القرآن بعلمه‏,‏ وأورد فيه مثل هذه الحقائق الكونية لتكون شاهدة إلي قيام الساعة بأن القرآن الكريم كلام الله الخالق‏,‏ وأن سيدنا محمدا‏‏ صلي الله عليه وسلم‏‏ ما كان ينطق عن الهوي‏( إن هو إلا وحي يوحي‏*‏ علمه شديد القوي‏)


بيان رقم 2

مقتطفات من مقالة الدكتور محمد صالح النواوي عن الإعجاز القرآني في تنزيل الحديد

حياة النجوم بين العلم والقرآن الكريم

د /محمد صالح النواوي

الأستاذ المتفرغ بكلية العلوم جامعة القاهرة

رئيس مجلس إدارة جمعية الإعجاز العلمي في القرآن

نورد أولا استشهاده للرصد الفلكي للنجوم بشعر حبيبنا الضرير أبو العلاء المعري لجمال الشعر "المعجز" ولطرافة الإستشهاد:  

ولقد أشتهر " سهيل " كثيراً في مخيلة الكثيرين من أسلافنا حتى كتبوا عنه شعراً كثيراً، ومن ذلك ما قاله أبو العلا المعري:

وسهيل كوجنة الحب في اللون                  وقلب المحب في الخفقان

مستبداً، إنه الفارس المعلم                       يبدو معرض الفرسان

يسرع اللمح في احمرار كما تسرع              في اللمح مقلة الغضبان

ضرجته دما سيوف الأعادي                   فبكت رحمة له الشعريان

أما حديثه عن تنزيل الحديث فيقوم به بهذه الطريقة التي هي أقرب ما يكون للنظريات العلمية الحديثة مع فارق أن يحتاج ليفترض خلط سديمين نجميين أحدهما لم يحتوي على الحديد والأخر احتوى على الحديد. ويقوم بذلك اعتباطا ليوافق القرآن:

لنتخيل معاً السحابة التي كونت الشمس والمجموعة الشمسية، وهي السحابة التي انفجرت بالقرب منها نجوم كبيرة وغذتها بما أنتجته أفرانها النووية من عناصر ثقيلة، فأصبحت تلك السحابة مهيأة لكي تتكون الشمس في مركزها وتتشكل الكواكب من قرص المادة المحيط بالمركز.

ومن هنا فإن الحديد الذي نستخرجه من قشرة الأرض، أو من جوفها، هو من إنتاج نجوم أخرى بثته قبل موته في الوسط المحيط بها، وكان لسحابة مجموعتنا الشمسية النصيب المناسب لتمهيدها حتى يكون أحد كواكبها مستعداً لاستقبال الحياة.

ومن هنا فإننا إذا تأملنا قول الله تعالى : (في الآية 25 من سورة الحديد): (وأنزل الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) لرأينا ابن كثير يقول : أي وجعلنا الحديد رادعاً لمن أبى الحق وعانده بعد قيام الحجة عليه، لقد ركز السلف على قوله سبحانه: (فيه بأس شديد ومنافع للناس)، أما نحن سنقف عند لفظ " أنزلنا " وبداية فإن لفظة (أنزلنا) قد تأتي بمعناها المباشر، الإنزال، كما في قوله تعالى (في الآية 32 من سورة إبراهيم ):( وأنزلنا من السماء ماء فأخرجنا به من الثمرات رزقاً لكم ) .

وقد تأتي بمعنى (خلق) كما في قوله تعالى في الآية 6 من سورة الزمر (وأنزلنا لكم من الأنعام ثمانية أزواج).ولكن مما رأيناه في طريقة تكوين الحديد، فإن نجوماً كبيرة أنفجرت فغزت سحابة منظومتنا الشمسية بما أنتجته من حديد مع العناصر الأخرى، كالأكسجين والكربون وغيرها.

ومن هنا، فإن الأرجح أن لفظة (أنزلنا) ينبغي أن تؤخذ على ظاهر معناها، أي أن الله عز وجل قد أنزل الحديد إلى السحابة التي تكونت فيها منظومتنا الشمسية، بما فيها كوكب الأرض. وبذلك يكون الإعجاز العلمي في الآية القرآنية في أنها تشير إلى إخبار من الله، أو إلى إشارة ربانية إلى أنه سبحانه قد يسر وجود نجوم كبيرة ساخنة كونت الحديد وغيره من العناصر الثقيلة، وأنها قد بثت ما أنتجته في السحابة التي نشأت منها الأرض وبقية أعضاء مجموعتنا الشمسية، وهذه الإشارة القرآنية لم نعرف كنهها إلا في عصرنا الحديث.

إن باطن الأرض غني بالحديد وقد يتبادر إلى بعض الأذهان أن الحديد قد تكون في باطن الأرض بفعل الحرارة الموجودة هناك، وهذا خطأن وذلك لأن الحديد الموجود في باطن الأرض قد أنزلق نحو باطن الأرض خلال نشأتها، حيث كانت الأرض منصهرة، فتحركت العناصر الثقيلة (من حديد ونيكل) إلى مركز الأرض بفعل الجاذبية، وأننا لن نستطيع أن نستخرج هذا الحديد إلا بعد أن تلفظ الأرض بعض من تلك الخيرات الموجودة في باطنها خلال أنشطتها الجيولوجية، وهذه رحمة من الله على عباده ونعمة من نعم النشاط الجيولوجي للأرض عليهم.

 


 

مراجع:

بالرغم من بؤس الإعجازيين الفكري المحزن ، أحاول هنا أن أبقي بعضا من المرح في نفسي ليساعدني في كتابة هذا المقال بطريقة محايدة. ولهذا سأطلق على الفكرة الإعجازية الواحدة كلمة "أُعجوزة" وسأجمعها بكلمة إعجازيات.

عودة للأعلى

  http://www.elnaggarzr.com/index.php?l=ar&id=459&p=2&cat=6  مقال الدكتور زغول النجار عن إنزال الحديد 

عودة للأعلى

  أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ {الأنبياء/30}

 عودة للأعلى

اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ {الرعد/2}. ويتكرر نفس المعنى وبنفس الكلمات في "الآية" العاشرة من سورة لقمان

وقد اختلف المفسرون حول معنى "رفع السماوات بغير عمد ترونها ، ويورد الطبري ، والرازي ، وغيرهما من المفسرين، معنيين مختلفين "لرفع السماوات بغير عمد" ، الأول يقول أن هناك أعمدة ترفع السماء من فوق الأرض ولكنا لا نراها، والمعنى الثاني يقول أن السماء مرفوعة بغير أعمدة وتبقى معلقة فوقها بقدرة الله.

عودة للأعلى

 وهذه النسب تعادل وجود 7.35967x1025 من الحديد في الشمس و 2.1495x1024 من الحديد في الأرض. أي أن كمية الحديد في الشمس أكبر من كتلة الحديد في الأرض بحوالي أربع وثلاثين مرة. وهذا يعني أن الشمس أيضا تحوي كمية كبيرة جدا من الحديد

عودة للأعلى

 

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

السيد المبجل
أنا لم أجد أى تناول للرد على ما جاء فى موضوعى لمعجزة انزال الحديد الذى اشرت انت اليه & و حتى اذا كانت كمية الحديد فى الشمس اكبر منها فى الارض ( مع انك ذكرت ذلك فى نهاية المقال بدون الاشاره الى اى مرجع ) فان هذا امر لا يغير من الامر شيئا حيث ان انزال الحديد كما اوضحت فى آخر صفحه فى بحثى المنشور للعالم كله & لم يكن الى الارض & و لم يأتى ذكر للارض مطلقا & و انما كان الانزال من السوبر نوفا المعروفه للمتخصصين الى ( inter steller space )و هذه البيانات العلميه ليست من تأليفى و لكن أخذ فيها عدد 2 جائزة نوبل
د / عبد الله البلتاجى
albeltagy515@hotmail.com
www.albeltagy.com

Abu Lahab يقول...


الدكتور البلتاجي المحترم: شكرا على مرورك وعلى التعليق على المقال.

في موضوعك المعنون:

معجزة إنزال الحديد وبأسه الشديد في القرآن الكريم والفيزياء الفلكية والنووية

كتبت في قسم 5-1 ما يلي:

5-1 التفسير العلمي للنص الكريم:
إتفقت العديد من الدراسات المنشورة للإستاذ الدكتور زغلول النجار ، وفي موقعه على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) ، وفي موقع الإعجاز العلمي للقرآن والسنة ، وكذلك دراسة أ.د. ممدوح عبد الغفور حسن (إنزال الحديد من السماء) ، وكذلك دراسة د. محمد صالح النواوي (حياة النجوم بين العلم والقرآن الكريم) ، مع الحقائق العلمية التالية التي سوف نحاول إيضاحها بشئ من التفصيل في تلك الظاهرة الرائعة من التوافق بين ألفاظ القرآن الكريم والعلم الحديث.

باستثناء مقالة الدكتور المحترم النواوي والتي أشرت إلى مغايرتها لإدعائات الدكتور النجار الكاذبة، فإن مرجعيتك لهذه المقالات تعني موافقتك على الزعم الغير علمي القائل أن الحديد نزل من السماء عن طريق زخات نيزكية حديدية ، وهو الزعم الأساسي والكاذب للمهرج العلمي الدكتور زغلول النجار.

لهذا لم يكن من أي سبب للرد على مقالتك لأنك تتفق مع الدكتور النجار في زعمه أن الحديد منزل من السماء عن طريق الزخات النيزكية، ثم تبدأ (هكذا) بعرض معادلات نووية ليس لها أي علاقة "بآيات" القرآن. وقد ذكرت مقالتك كمثال على الهرج الفكري الذي تقذفون به عقول شبابنا دون أي وازع من ضمير أو أي أمانة فكرية.

أما بالنسبة لمرجع عن نسبة الحديد في الشمس ، فعذري عن عدم إدراج مرجع لذلك هو أن هذه الأرقام معروفة وموجودة في متناول عامة الناس، ولكن بما أنك سألت فإليك بالمرجع التالي:

Astronomy Today
Eric Chaison and Steve McMillan
Prentice Hall
Teacher Edition, 1993
Page 372

وتبعا لهذا الكتاب ، فإن نسبة الحديد من كتلة الشمس تبلغ 0.14% (الويكيبيديا تعطي نسبة 0.16%)
وإذا استعملنا أن كتلة الشمس تبلغ
1.9891x10^30 kg (من الويكيبيديا، نفس الكتاب أعلاه يعطي الرقم التقريبي 2.0x10^30)
وبإمكانك التأكد من صحة الأرقام التي أدرجت في مقالتي أعلاه.

أخيرا أقول أن الأزمة الشاملة للأمة العربية حاليا ، بما فيها الأزمة الشاملة التي تعاني منها مصر الحبيبة، تتطلب من حملة شهادات الدكتوراه أن يتحلوا بلإمانة العلمية كحد أدنى للمساهمة في رفع أطفالنا وأجيالنا القادمة من مأزق خلط الدين بالدولة ، وبالعلم والذي هو السبب الأول في تأخرنا.

تحياتي ومحبتي.

Links

    لا يعني إدراج الروابط التالية أن أبو لهب يوافق على كل ما يرد فيها وعلى وجه التخصيص , فنحن نرفض وندين أي مقالات معادية للقضية الفلسطينية أو القضية العربية