الجمعة، مايو 18، 2007

سورة سدرة المنتهى

سورة سدرة المنتهى

بســــــمك اللــــــهم

وبالرغم من صعوبة الموقف، وترددي بين الغيبوبة والوعي، وبالرغم من الغرابة العجيبة لكل ما يحصل حولي، فهمت أن الغرفة الصغيرة كانت تنهب بنا الإرتفاعات الشاهقة بين السموات ، وكانت كلما قطعت الحدود بين سمائين، تخرج صوتا موسيقيا هادئا، ينبثق من خلله نفس الصوت النسائي المثير، معلنا بغنج مريب إسم السماء التي نمر بها: السماء السادسة سيدي جبريل، السماء الخامسة أميري جبريل، وهكذا إلى أن أعلن الصوت بإنوثة تهد أشد الرجال امتلاكهم لإربه : وصلنا جنة المأوى يا حبيبي وفحلي جبرلي.

بعد ثوان خلتها دهورا، سمعت من خلل موجة غثياني وخزيي، الصوت الإنثوي يقول سأفتح الباب الآن ، أرجو الخروج بسرعة والتخلص من هذه الرائحة النجسة، رافقتكم السلامة والأماني حبيبي جبريل.

فتح الباب تلقائيا بسرعة، فسحبني محمد وأنا جالس على الأرض من طوق ثوبي مديرا رأسه عني ليتجنب قذارتي ورائحتي، وجرني جرا إلى أن خرجنا من الغرفة التي اختفت بعد ذلك بسرعة، وكأن الأرض ابتلعتها. نظرت وميزت من خلال النور الخافت، الذي كاد أن يكون ظلاما دامس، أننا في نقف في سهل فسيح، مغطى بأحجار صغيرة داكنة، وكنا نواجه في وسطه شجرة شاسعة الإنتشار، شاهقة الإرتفاع.

أشار محمد أليها بتيه وغرام وقال، والدموع تترقرق من عينيه: هذه سدرة المنتهى.

ورغم بعدها عن المكان الذي حططنا عليه مع جبريل، وبالرغم من الجو المكفهر المظلم الذي غلب عليه لون الرصاص، ميزت أن لهذه الشجرة العجيبة أزهار تغمرها في كل مكان، وفروع كثيفة متشابكة في كل اتجاه ، وثمار تكاد تساوي جذوع الجمال في ضخامتها، وأوراق وارفة واسعة كآذان الفيلة، أشبه ما يكون شكلها بكف إنسان عملاق. وعلى الأغصان في كل اتجاه، تجمع عدد هائل من الطيور، شكلها شكل الغربان، ولون ريشها أبيض من شدة هرمها الظاهر في ترهلها. ومن هنا وهناك، كان يصدر نعيق من أحد الغربان، فيرد عليه آخر من بعيد، فأشعر وكأن صفعة شؤم أكلت من لحم وجهي وأغرقت قلبي بحزن شديد مقيت. وبعد أن أخذت زوبعة العواطف من خزي وحيرة بالتلاشي ، تسرب لانتبهاهي، بالرغم من استمرار شعوري بالغثيان من الصعود الطويل ، ظاهرة القدم السحيق لكل شئ في هذه الشجرة العجيبة. الأزهار، ذات الشق الطويل في وسطها، كانت في غاية الذبول، الأوراق متجعدة دون أي أثر للإخضرار، والأغصان جافة متاهفتة للسقوط ، والثمار متهدلة مترهلة ومليئة بالقروح، يغلب عليها لون السواد. وبالرغم من كل هذا القدم وغياب أي دليل للحياة ، لم يكن هناك أي أثر لأي أوراق ساقطة ، أو غصون ميتة . بدت لي الشجرة وكأن لا حياة فيها، ولكنها لم تكن موات، وكأنها كائن يعيش بين الحياة والموت، وشعرت وكأنها تتمنى الموت ولكن الموت لا يجرؤ أن يأتيها، وتتعطش للحياة، ولكن الحياة تأنف أن تسكنها.

ارتعدت وارتعد جبريل معي، ووقعنا على ركبتينا، إلا محمد، فقد ظل واقفا رابط الجأش.

قال مخاطبا سدرة المنتهى بدون تكلفة وكأنها خليل قديم: سبحانك الله، هذا عمي أبو لهب يريد أن يعلن إسلامه، وأنت أعلم بما يترتب على ذلك.

قال صوت متحشرج ضعيف، سمعته بالرغم من ضعفه من خلال كل أعضاء جسدي: أهلا بمحمد حبيبي ورسولي وخاتم أنبيائي.

سكت هنيهة ثم قال بصوت فيه شئ من وعيد صحبه حفيف مشئم صدر من الأغصان الرصاصية الداكنة: يا أبا عتبة هل تظن أني سأمكنك من تقويض ديني ودين محمد؟

قلت وأنا أرتجف بشدة خوفا منه وشغفا بملكة البراق: سبحانك اللهم أنا عبدك وخادمك وأتفه من أن أفكر أن أقوض دينك. كل ما أريد هو أن تسمح لي أن أسبح بعظمتك وجلالك.

قال الصوت الإلهي: إنك بإسلامك تحاول أن تتحدى مشيئتي، ألا تعلم أن بإمكاني أن أهلكك وأوزع كل ذرة من ذرات جسدك في كل ركن سحيق من هذا الكون؟

قلت والخوف يعتصرني وقد جمعت أخر ذرة من شجاعة في نفسي: بلى يا إلهي سبحانك، ولكن محمدا قال لي أنك كنت قد كتبت على نفسك الرحمة.

قال الصوت الإلهي مصحوبا باشتداد رهيب للفحيح القادم من أوراق وأغصان السدرة: حسنا، لك أن تسلم، ولكن يجب أن تظل معلنا كفرك بمحمد حتى لا يناقض إسلامك ما جاء من تكفيرك والوعيد لك في سورة المسد.

قلت: سبحان عظمتك وجلالك، ولكن ما مكافئتي على هذه المحنة التي سأحياها. أعظم الناس إيمانا بك في الخفاء ومتظاهرا بالكفر والعداء للإسلام والمسلمين؟

قال الصوت الإلهي: خلقتكم تجار وستبقون تجار، ألم يعلمك محمد أن للمؤمنين جائزة من إثنتين وسبعين امرأة إثنتين منهن من حورعين الجنة؟

قلت وقد شجعني وصفه لنا بالتجار بالمضي في المساومة: بلى عظمت جلالتك، ولكن محنتي أكبر وبلائي أعظم، وأستحق جائزة أعظم من الجائزة العادية.

قال الصوت الإلهي: إذن أقضي لك بجائزة الشهداء: إثنتين وسبعين، كلهن من الحور العين.

قلت: يا أكرم المكرمين إني طمعت بأكثر من هذا وأنا عم نبيك وأولادي أزواج بناته.

قال وقد شعرت غضب الجبروت في صوته يهز أركاني وأخافني أكثر ما أخافني خفوت ما كان من الضوء من بين أغصان السدرة: وما تريد يا أبا لهب؟

قلت وأشواقي المضطرمة تغالب خوفي فغلبته: هل لي أن أسأل رحمتكم أن تمن علي بتلك الجارية التي قدمت لي الخمر في المعراج؟

قال بغضب الجبار المحيط وبصوت اهتزت له جميع أغصان وثمار سدرة المنتهى وسقط منه جبريل على وجه: ولكنها من إناث الملائكة يا عبد العزى، يا أبا لهب، وكان جبريل قد كلمني بها.

قلت، وقد ملأ الرعب قلبي وبشعور غريب في أني على وشك الحصول على تجارة رابحة: يا إلهي أنت :أكرم المكرمين، ألا يتساوى صبري على ادعاء الكفر، وحفظي لقرآنك واللوح المحفوظ من الوقوع في التناقض، بجارية من إناث الملائكة؟

قال بعد صمت ظننته الدهر: حسنا، لك هذا يا أبا عتبة وما دمنا قد فتحنا الباب على نكاح إناث الملائكة، فلك فوقها واحد وسبعين أخر منهن. قوانين اللوح المحفوظ تحتم الإثنتين وسبعين. أليس كذلك يا جبريل؟

قال جبريل من بين قضقضة أسنانه الملائكية: هذا صحيح يا أعلم العالمين.

أحست عندها الذات الإلهية بانزعاجي فقال الصوت: ما الأمر يا أبا عتبة

قلت: سبحانك أنت أكرم الأكرمين لك الحمد والشكر، لك الحمد والشكر يا رب العالمين، ولكني بعد هذا العمر لا أستطيع حتى أن أرضي في النكاح أم جميل، فكيف باثنتين وسبعين من إناث الملائكة.

قال: لا تخف يا أبا عتبة أنا الله الخالق الخبير، في الجنة بعد بعث أهل الأرض، سأمنحك ذكرا عظيما مناسبا لنكاح إناث الملائكة، وسأمنحك الجلد والقدرة على مائة منهن


حدثنا ‏سليمان بن حرب ‏قال عن ‏شعبة ‏عن ‏الحكم ‏عن ‏إبراهيم ‏عن ‏الأسود ‏عن ‏عائشة ‏رضي الله عنها ‏قالت : كان النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏يقبل ‏ويباشر ‏وهو صائم وكان أملككم ‏لإر به -- البخاري

عودة للأعلى

قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ {الأنعام/12}

عودة للأعلى

حدثنا ‏ ‏هشام بن خالد الأزرق أبو مروان الدمشقي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏خالد بن يزيد بن أبي مالك ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏خالد بن معدان ‏ ‏عن ‏ ‏أبي أمامة -- سنن إبن ماجة قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ما من أحد يدخله الله الجنة إلا زوجه الله عز وجل ثنتين وسبعين زوجة ثنتين من الحور العين وسبعين من ميراثه من أهل النار ما منهن واحدة إلا ولها قبل شهي وله ذكر لا ‏ ‏ينثني. ‏
‏قال ‏ ‏هشام بن خالد ‏ ‏من ميراثه من أهل النار ‏ ‏يعني رجالا دخلوا النار فورث أهل الجنة نساءهم كما ورثت امرأة ‏ ‏فرعون

عودة للأعلى

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

تااااافه

غير معرف يقول...

لعنة الله عليك وملائكته والناس اجمعين ايها الكافر الابق القذر يا شر الناس ملتقانا ساحة المحشر وسوف تعلم في اي منزلة انت يا حقير خسئت ورب الكعبة اللعنة عليك

Abu Lahab يقول...

العزيز غير معرف: أطيب التحيات

يؤسفني أن مقالتي أغضبتك إلى هذا الحد. والحقيقة أني أحسدك على هذه الثقة في دينك وأنك ستلقاني ساعة الحشر!
ألا يخطر ببالك يوما أو حتى في لحظة أنك باتبعاك ما وجدت عليه آباك أنك قد تكون تضيع فرصة حياتك الوحيدة في تحقيق الغرض الذي طورك الله لأجله.


دمت بصحة وسعادة وعافية
أبو لهب

Links

    لا يعني إدراج الروابط التالية أن أبو لهب يوافق على كل ما يرد فيها وعلى وجه التخصيص , فنحن نرفض وندين أي مقالات معادية للقضية الفلسطينية أو القضية العربية