بســــــمك اللــــــهم
في اليوم التالي لم أستطع أن أصبر إلى ما بعد انتهاء طواف الصبح حول الكعبة، فحاذيت محمدا الذي كان يظله إبن أبي قحافة، وبعد دورتين من الطواف، بدا واضحا أن أبا الحكم المخزومي كان يقود حملة سخرية وتهكم ضد الهاشميين عامة، وضد إبن أخي محمد على وجه التحديد، سمعت سادات قريش من غير الهاشميين تلغط أثناء الطواف بتنازل محمد وتستهزء بدعوته لهم للإنضمام لمذهبه.
قال عقبة إبن أبي معيط: أنه لن ينتج إن نحن تبعناه إلا سيادة الهاشميين على سائر أفخاذ قريش دونما أي سبب، سوى إدعاء محمدا أن ملاكا يوسوس له في أذنه.
عندما حاولت أن أكلمه، جاء أبو بكر بيني وبينه ليحجزني عن الكلام معه، وبدا التوتر والغضب على وجهه عندما قسى علي في القول ظانا دون شك أن أبا الحكم ( أبا جهل) قد أرسلني للمشاركة في التهكم على نبيه، ظهر التعجب على وجه محمد عندما لم أرد، كعهده بي، على غلظة ابن ابي قحافة بمثلها، وخلته غضب لأن هاشمي بمثل مكانتي قبل الإهانة من من هو بمكانة أبي بكر، وبعد بضع خطوات في الطواف قال لأبي بكر: دعه يا أبا بكر فإنه عمي.
قلت هامسا في أذن محمد: يا محمد أريد أن أسلم.
سمعني أبو بكر فصاح رافعا يديه نحو السماء بفرح واستبشار كبيرين: الله أكبر. وهم أن يستمر، ولكن محمدا وضع يده على فوه أبي بكر وقال: أسكت أبا بكر.
تعجب أبو بكر وبدأ الناس ينظرون إلى صاحب محمد الذي خالف أهم آداب طقوس الطواف، وقذفه أبو جهل بنظرة هازئة متهكمة، وشهر ذراعيه مشيرا نحونا بمعنى انظروا أيها القوم إلى هؤلاء الصابئة. تراجع عندها أبو بكر للخلف متيحا لي الطواف بجانب محمد.
قلت هل سمعتني يا ابن أخي؟ قلت لك أريد أن أسلم.
قال محمد بقسوة وغلظة: ليس لي حاجة باسلامك يا أبا لهب. وأشاح بوجهه عني.
هناك تعليقان (2):
يا ابا لهب إن قرءانك له حلاوة.عسى أن تسأل الشيطان الرجيم أن يحفظه لنا في لوح محفوظ على النت الملعون.
إرسال تعليق