الخميس، مايو 17، 2007

سورة الإسلام

سورة الإسلام

بســــــمك اللــــــهم

أسقط في يدي عندها ورجعت إلى أم جميل حائرا محزونا وأخبرتها بما حدث.

قالت أم جميل: والعزى إن هذا ما توقعته. منذ متى يا أبا لهب يلين لك أبناء فاطمة بنت عمرو المخزومية ؟ والله إن محمدا يبخل عليك حتى بالجنة الخيالية التي يبيعها لإصحابه كما يبيع الكهنة دخان البخور لقريش.

قلت ساخرا: دخان البخور محسوس يا أم جميل ، أشمه وأحبه ، ولكن جنة محمد لن نراها إلا بعد الموت. لعمري أنه أمهر حتى من بائعي السمك السابح في أعماق البحر الأحمر.

قالت: عسى أن غرور محمد قد علمك درسا.

قلت: الموضوع كما قلنا البارحة هو الحفاظ على تماسك بني عبدالمطلب ومجاراة شعور ولدينا عتبة وعتيبة. بالنسبة لي ما هم إن قلت أني أتبع محمد؟ فهو إبن أخي أولا وهوعلى أي حال لا يدعونا إلى مخالفة الله سبحانه وتعالى.

قالت: وما العمل الآن؟

قلت: سأطلب من أخي حمزة أن يتدخل في الموضوع.

ذهبت بعد طواف الظهر إلى مقر أخي حمزة المعتاد في حانة الأحباش. عند دخولي أشار لي حميز من بعيد ببشاشة السكران  أن أذهب لأجلس معه. كان معه عمر بن الخطاب الذي فضح سكره التام سبب غيابه عن طواف الظهر. قبل أن أجلس ضرب حمزة النابغة الحبشية الجالسة في حضنه على قفاها العاري فقفزت مذعورة لا تلوي على شيئ، فقذفني عمر بشتيمة هائلة أصابت أمي، فصفعه حمزة وقال يا عمر! منذ متى تجرؤ على الهاشميين؟ هذا أخي وابوه عبد المطلب أبي. ضحك عمر بمجون وقال "ولكن أمه ليست أمك". والتوى على االحصير وهو يتمتم بحزن: يريدنا إبن أبي كبشة أن نعود لنعبد اللات والعزى!

وغرق في الحال في نوم عميق. قدم لي حمزة بعض الجعة ولكني رفضت شربها، فأدارها في رأسه بشرهه للخمر الذي اشتهر به. شرحت له الغرض من زيارتي النادرة لحانة الأحباش، فتعجب حمزة كيف يرفض محمد إسلام رجل بمثل مكانتي، ووعد أن يكلمه بالموضوع في الحال.

للأسف لم تجد وساطة حمزة ولكن بعد إصرارطويل مني، وبعد توسيط عدد آخر من أتباع محمد مثل الفتى اليافع علي بن أخي عبد مناف، وعمر بن الخطاب، وكان ذا حظوة كبيرة عند محمد، وعبدالله ابن أبي قحافة، وبعد الدموع التي ذرفتها بنات محمد رقية وزينب، قبل محمد أن يكلمني بالموضوع. طلب مني أن أذهب إليه بدار بني الأرقم في المساء، فذهبت إليه بصحبة أخي حميز. عند دخولي دهشت للطريقة شبه التقديسيه التي كان أتباع محمد، وكان جلهم من العبيد والمستضعفين، يعاملونه بها، وأذكر منهم الراعي عبدالله بن مسعود وبلال الحبشي. أجلسني محمد ومعه عمر وأبو بكر في ركن منعزل من البيت وأشار للباقين بإيمائة من رأسه أن يتركونا.

قال لي محمد بجفاء: لمذا تريد أن تسلم يا أبا لهب؟

قلت: والله ما أدري ما الذي جرى لك يا ولد أخي، أنا عمك فلا تخاطبني بهذه الطريقة.

تدخل ابن أبي قحافة قائلا: لا تكلم رسول الله بهذه النبرة حتى لو كنت عمه. بدا عدم الإرتياح على وجه حمزة ولكنه لم يقل شيئا، وشعرت بنظرات عمر تعاين نحري.

قلت: وما الخطأ إن اسلمت يا محمد؟ ألم تقل لنا عند بيت الله أن الملاك جبريل أمرك بقوله "وأنذر عشيرتك الأقربين

قال محمد: أولا تخاطبني برسول الله، وثانيا كانت لك فرصة وأضعتها.

قلت: وكيف أضعتها وأنت تقول أن الله غفور رحيم؟

عندما شعرمحمد أن عمر وحمزة وحتى ابن أبي قحافة يتفهمون موقفي لان لي وقال: يا عماه، لقد نزلت سورة المسد، والآن وبعد أن أدرجت رسميا في القرآن الكريم أترى قريش متفهمة إن قمت بحذف سورة كاملة من كلمات الله ؟ لقد أدى إعتراف الله سبحانه وتعالى باللات والعزى ومناة إلى استهانة قريش بكل شئ أقوله وإلى ارتداد الكثير من المسلمين. ثم ما يدرينى لعلك تريد أن توقعني مع حليفك أبي جهل مع جبريل والله في ورطة مماثلة.

قلت: يا محمد، واتبعتها بيا رسول الله، بعد أن تحولت نظرات عمر بسرعة لتجول مرة أخرى على نحري. يا رسول الله أنت تعرفني وتعرف أن شدة الخلاف بيننا تنبع من أنني رجل مبدئي ، وهكذا كل الهاشميين، كنت أناقشك عن علم ومبدأ، والله إنك تعلم أنني أشرف من أن أغدرك أو أغشك، وتعلم أني لست بحليف أو صديق لأبي الحكم المخزومي.

أطرق محمد لحظات وقال:أجل يا عماه أنا أدرى بصدقك. أنت تدري أن أسلامك سيكون من دواعي سروري وسيكون فيه عزة وقوة للمسلمين، ولكن ليتك أسلمت منذ البداية وجنبتني هذا الإحراج وهذه المشكلة. على أي حال فإن إسلامك لابد أن يعني حذف سورة المسد بالكامل ، وهذا شئ لن يوافق عليه جبريل لأنه سيزيد في المشكلة الكبيرة التي نتجت من الإعتراف باللات والعزى ومناة. إن هذا الدين الفتي في مشكلة قد لا تقوم له قائمة بعدها. أعطني بعض الوقت لأكلم جبريل في الموضوع عسى أن يجد لك الله مخرجا.

قلت: ونعم الرأي يا رسول الله.

أحببت أن أجلس معهم لأتعلم ما يعملون في اجتماعاتهم ولكنهم بقوا صامتين وكأنهم ينتظرون مغادرتي. فهمت أن علي الخروج فاستأذنت وخرجت دون أن يتفوه أي من الجالسين بكلمة.

في الحقيقة كان رد محمد إيجابيا إلى حد ما، فقد شرح لي لماذا سيضعه إسلامي في مأزق كبير. لقد كنت الحالة الوحيدة التي شتم فيها إلهه إنسانا من قريش مع النص الصريح باسمه. في الحالات الأخرى، وهي كثيرة، كان كتاب محمد يلعن الشخص دون التصريح باسمه. وإسلامي إذن سيحدث تناقضا غير مقبول في كلام الله. ذهبت إلى أم جميل وأخبرتها بالخبر السعيد، تهكمت عندما قلت لها أن محمدا سيبحث حذف ذمنا وشتمنا من القرآن مع جبريل.

قالت: لقد أحرجته يا أبا لهب. لعمري أنه لا يعلم ما سيفعل.


حرمت الخمر بعد معركة أحد: وقد كتب قصة تحريمها المؤلف الراحل هادي العلوي في كتابه في الدين والتراث ومن الأسباب المؤدية لتحريم الخمر والتي يذكرها في كتابه ما يلي:

في حالات أخرى، كادت أحداث ناجمة عن السكر أن تؤدي إلى متاعب سياسية. ففي حلقة شرب، سكر رجال من الأوس والخزرج فتذاكروا أيامهم الدامية قبل الأسلام وتناشدوا الأشعار التي قيلت في تلك الأيام. وتطور الحال إلى عراك أوشك أن يثير فتنة بين القبيلتين المتصارعتين في الماضي. وفي أخرى سكر الحمزة عم النبي مع جمع من المهاجرين والأنصار فقام يفاخرهم ويتطاول عليهم مما اضطر النبي إلى التوجه إليهم بنفسه حتى يتدارك الفتنة. وفي ثالثة سكر سعد بن أبي وقاص مع بعض الأنصار فتافخروا وتناشدوا الأشعار وأنشد سعد شعرا فيه هجاء للإنصار فضربه أنصاري وشجه. ولا شك أن وقائع من هذا القبيل قد حصلت فدفعت الى التفكير في إيجاد حل. ويقال أن أشد المهمومين بهذه المعضلة كان عمر بن الخطاب (الذي كان فيما بعد من أكثر المتشددين في ملاحقة السكارى في خلافته).

عودة للأعلى

وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ {الشعراء/214}

عودة للأعلى

بعد موت أبي طالب عم النبي وأخو أبولهب، آلت قيادة بني هاشم إلى أبو لهب فذهب إلى محمد وأجاره تعهد بحمايته. وبالفعل تصدى لتهجم قريش على محمد في أكثر من مناسبة. بعدها دفعه أبو جهل ليسأل محمدا عن مصير أبو طالب وعبد المطلب فقال له محمد أنهم في النار. فاعتزله أبو لهب ورفع عنه جواره. ما يلي منقول من كتاب "سبل الهدى والرشاد" وهناك نص مطابق في كتاب السيرة النبوية لإبن كثير.

وروى ابن سعد عن حكيم بن حزام وثعلبة بن صعير قالا: لما توفى أبو طالب وخديجة اجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبتان، فلزم بيته وأقل الخروج، ونالت قريش منه ما لم تكن تنال ولا تطمع فيه، فبلغ ذلك أبا لهب فجاء فقال: يا محمد امض لما أردت وما كنت صانعا إذ كان أبو طالب حيا فاصنعه لا واللات والعزى لا يوصل إليك حتى أموت.

وسب ابن الغيطلة النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه أبو لهب فنال منه فولى وهو يصيح يا معشر قريش صبا أبو عتبة: فأقبلت قريش حتى وقفوا على أبي لهب فقال: ما فارقت دين عبد المطلب ولكن أمنع ابن أخي أن يضام حتى يمضي لما يريد.

قالوا: قد أحسنت وأجملت ووصلت الرحم.

فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك أياما يذهب ويأتي لا يعترض له أحد من قريش وهابوا أبا لهب، إلى أن جاء عقبة بن أبي معيط وأبو جهل بن هشام إلى أبي لهب فقالا له: أخبرك ابن أخيك أين مدخل أبيك ؟

فقال له أبو لهب: يا محمد أين مدخل عبد المطلب ؟ قال: مع قومه فخرج أبو لهب إليهما فقال: قد سألته فقال، مع قومه فقالا: يزعم أنه في النار.

فقال: يا محمد أيدخل عبد المطلب النار ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم ومن مات على مثل ما مات عبد المطلب دخل النار.

فقال أبو لهب: لا برحت لك عدوا وأنت تزعم أن عبد المطلب في النار.

فاشتد عليه هو وسائر قريش.

عودة للأعلى

الأغلب أنه كان هناك أسماء لرجال آخرين ولكنها إما حذفت بعد أسلامهم (أو إسلام أقربائهم) فيما بعد أو أن كلمات أخرى استبدلت بإسمائهم: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا {27} يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا (فلانا) خَلِيلًا {الفرقان/28}. "نزلت" في أمية إبن خلف أو أخيه أبي بن خلف.

عودة للأعلى

ليست هناك تعليقات:

Links

    لا يعني إدراج الروابط التالية أن أبو لهب يوافق على كل ما يرد فيها وعلى وجه التخصيص , فنحن نرفض وندين أي مقالات معادية للقضية الفلسطينية أو القضية العربية