السبت، أبريل 26، 2008

قرآن أبو لهب: سورة القيامة الصغرى

سورة القيامة الصغرى

بســــــمك اللــــــهم

وفي هذا اليوم، أي اليوم الثاني والسبعين منذ أن بدأت مأدبة النكاح، بين سدرة المنتهى وإبليس، بدأت بصيرتي تدرك حدوث أمور غاية في الخطورة وتنبأ بالوبال، إن لم يتوقف إبليس في الحال، عن وطأ فروج سدرة المنتهى الإثنين والسبعين. وتزامنا مع بصيرتي، أدركت بصيرة إبليس نفس الشعور، فأخذت ذكوره الإثنين والسبعين بالذبول، وانتشر جو من القلق والتوتر في عموم جنة المأوى وما يليها من الجنات، وفترت رقصة النيران في جهنم، أرض السعير، وأخذت رائحة الشواء بالخفوت والأنحسار.

سمعت جبريل يقول لتناسيم مبتورة الفرج اللذيذ، الجالسة بجانبه تطببه وتواسيه على فقدان عيره المهيب، عند أسفل الكثيب، لقد أحرقت الغيرة قلوب زوجات إبليس المنفيات، بنات الله، اللات والعزى ومناة، وعلمن رغم بعدهن عند أطراف الكون، أن أباهن إبليس خان العهد والوفاق، بعد أن نكح أمهن الله في آخر مأدبة جماع. فقمن بالتسلل للبيت المعمور، واستغللن انغماس حرسه الأشداء في مختلف صنوف الوطأ والنكاح، وعبثن بقوانين الكون التي صاغها أبي وأمي، إبليس والله، ونقشاها في اللوح المحفوظ ، منذ الأنفجار الأزلي المعلوم. وأخذ يقول لحبيبتي كلاما غريبا غير مفهوم: زادت مناة من شحنة الإلكترون، وأنقصت العزى من كتلة البروتون، أما مناة، فقد عبثت بقوة الجاذبية، فضاعفتها ثلاث مرات، ثم زادت من عبثها فأنقصت من قوة الغلوون الرابط للقوراقات، وبذلك هدمت أسس كل الذرات. توقفت عندها تناسيم عن تطبيب مكان خصيتي جبريل وعيره ، وغيمت عيناها الخضراوان بالغم والهم والدموع. وقفت وأخذت تذرع مرج الجواهر عند قاعدة الكثيب، وتروح، فلاحقتها ببصري لأحصد من محاسن جسدها ما عجزت عنه باللمس والعناق، فهزت ذراعها نحوي بقرف واستهجان، وأستمرت في مشيها القلق، مغطية إليتها بجناحيها إن كانت ذاهبة، وصدرها وفرجها إن كانت آيبة. قالت مخاطبة جبريل وهي ترمقني بسهام القرف والإحتقار، والتي وقعت في قلبي بردا وسلام: إذن هي نهاية الكون المعمور؟! وبداية اليوم المعلوم؟ قال جبريل: هذا الأمر في غاية الإحتمال، ولكنني أرجو أن يكون هناك بعض من الوقت المتاح، لإصلاح الأمور في حواسب البيت المعمور. فكر هنيهنة ثم قال بحسرة وأسى وانفعال، والإحباط الشديد ظاهر على وجهه بسبب غياب فرج تناسيم: لا بد من وقف هذا الإحتفال في الحال. وترك تناسيم طائرا وساقيه مفرودتين من الضماد المصبوغ بالدماء، معفرٌ ريش الجناح، وانساب في الهواء بتثاقل وألم، ليبحث الأمر مع أبيه أبليس. فانزاح الغم عن صدري والعذاب، ولأني كنت ما زلت مصلوبا على سفح الكثيب، في شق الفرج المنحوت، لا أستطيع الحراك، تبعته ببصيرتي وشاغلت نفسي بالغذاء من رذاذ النكاح الهاطل المدرار.

بعد أن كلم جبريل إباه إبليس عن كيد أزواجه وبناته الثلاث، اللات والعزى ومناة، وعن عبثهن بحواسب اللوح المحفوظ ، حرر إبليس نفسه من مقابض سيقان سدرة المنتهى بعد جهد وعراك، وقال لها غاضبا وبشرود: إن كيدكن عظيم ، وتركها بعزم وهي تصرخ وتبكي وتصيح: لا تتركني يا حبيبي بلبوس، النشوة النشوة يا بلبوس. ثم بدأت تلعن بناتها، ضرائرها الثلاث، اللات والعزى ومناة، وتتوعدهن بسوء المآل، وعظيم العقاب، في يوم الحساب.

أمر إبليس إبنه جبريل وهما يحلقان من فوق الكثيب: ألحقني بمن استطعت من ملائكة البرمجة إلى البيت المعمور، فعلينا أن نعيد بناء برامج اللوح المحفوظ التي أخذني وقت إعدادها آبادا ودهور، في أيام معدودة وشهور، وإلا انهارت الكواكب والشموس، وانطحنت المجرات، وتسارع الزمن وتهشمت الأبعاد، وزال الخلق والحياة من عموم الكون المعمور.

وبعد أن أجال نظره بندم على فوضى الملائكة الغارقة من دون كبت الجماح، في صنوف وأنواع النكاح ، أدار ظهره لسدرة المنتهى ، هكذا، من دون عاطفة أو إحترام، ثم طار لا يلوي على شيئ بثقة علام الأمور، نحو البيت المعمور.

أخذ جبريل يزقزق ويصفر، ويرفرف صاعدا نازلا، مناديا بين صفوف الملائكة الهائمة في فعل النكاح، يدعوها لاتباعه نحو البيت المعمور، فذهب نداءه وصراخه دون جواب، ولم يلبي نداءه أي ملاك. وقال لنفسه كل هذا مضيعة للوقت الثمين، لا بد من اللحاق في الحال بأبي إبليس في البيت المعمور. ثم أن أبو مشعل البراق، مر من أمامه طائرا قاصدا ثدي ملائكي مباح، فأمسكه بقوة من ذيله البراقي المبتل بماء الذكور وماء الإناث، وقال له يا براق السوء اتبعني إلى البيت المعمور، وإلا حولتك إلى هباء منثور، ثم غاص من علاه نحوي وأنا مصلوب في شرخ فرج كثيب الوفود المنحوت، وفكني من إساري والقيود، وسحب محمدا المغمور حتى الرقبة، بطوفان عصير الجنس بجهد – لملاسة جسده – من خلف جثمان ريحانة، ثم قال: فلنسرع لعون إبي، هيا إلى البيت المعمور، فقلت أرفض أن أركب فوق هذا البراق اللائط الخسيس، فرمى جبريل عليه محمدا المصاب بالهذيان من نشوة النكاح، وحملني جبريل بتقزز من نطاقي من دون احترام وطار بنا ينهب الأبعاد إلى البيت المعمور.


 فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ {يوسف/28}

عودة للآعلى

ليست هناك تعليقات:

Links

    لا يعني إدراج الروابط التالية أن أبو لهب يوافق على كل ما يرد فيها وعلى وجه التخصيص , فنحن نرفض وندين أي مقالات معادية للقضية الفلسطينية أو القضية العربية