السبت، أبريل 26، 2008

قرآن أبو لهب: سورة المؤامرة

سورة المؤامرة

وتخلو من البسملة

قيد التحرير ، بانتظار جبريل

بعد أيام من البرمجة المستمرة للوح المحفوظ، قضيتها في رسم مستقبل مشرق لي مع تناسيم الحبيبة، تأكدت في برمجته أني سأصعد للسماء مباشرة بعد موتي دون الإقامة في برزخ الموت، مجنبا نفسي بذلك عذاب القبر ومواجهة الشجاع الأقرع، وقضاها أبو مشعل في إعادة كتابة القرآن حسب ما أملاه عليه إبليس مباشرة عن طريق التلقين من بصيرة إلى بصيرة، توقفنا، أنا وأبو مشعل، وجبريل لنسمح لإبليس ببناء البرنامج الكوني الجديد (أي بالإنكليزية الفصحى compiling the program ) وذهبنا معا، بالإضافة إلى محمد، إلى مقصف البيت المعمور، للإطلاع على آخر الأخبار والأمور. أجلسنا المضيف الملاك في مكان مميز بالقرب من نافذة واسعة تشرف على موضع نزول النيل العظيم، من الجنة الدنيا إلى الأرض، وكانت أمواج الماء العذب تتسابق في نزولها بعكس اتجاه التيار، وتحاول التشبث بالضفاف من أجل البقاء في الجنة، فيصفعها عدد كبير من الملائكة بشديد الصفعات، بمجاديف ضخمة نحو الفتحة المؤدية للأرض فتهوي إلى الأسفل وهي تتدفق دموعا، قال جبريل، من أجل هذا سمينا هذا السيل شلال الدموع.

بعد أن قدمت لنا ملاكة فاتنة مكشوفة النهدين خمرا مخملي اللون الأحمر من نهر الخمر العظيم، في كؤووس واسعة من ذهب مرصع بالجواهر، تمتم جبريل وقد أنهكته الأيام الأخيرة وخصوصا حادث خصيه: إني أكاد لا أصدق أن الأسابيع الأخيرة قد حدثت حقا، هناك شئ غريب مريب، كيف يحدث لي كل هذا؟

قال أبو مشعل: قل لن يصيبكم إلا ما كتب الله لكم.

قال جبريل بغضب: دعنا من هذا الهراء، كيف يكون مكتوب لي أنا القوي المتين أن أطيع هذا المعتوه محمد لأفتن أبا لهب بتناسيم، أنا؟ جبريل إبن الله وإبليس! أسمع لوسوسة هذا الطين الحقير؟

غضب محمد وقال باحتداد: على الأقل فإني لست خصيا مثلك يا جبريل!

قلت وقد أثلجت كلمات محمد صدري: والله إن محمدا تصرف بعكس ما عهدته منه طول حياته من أدب وصدق وحسن أخلاق. هل رأيتم مثلي الجنون في عينيه عندما أخذ في وطأ ريحانة دون خجل أمام الله وإبليس والملائكة أجمعين؟ إن محمدا الذي قام من الموت غير محمد الذي أعرف.

قال جبريل: ولكنه بدأ في جنونه قبل ذلك الحادث بزمن طويل. كيف إذن تفسر تعلقه بثديي ريحانة أثناء الطيران فوق بيت المقدس؟ بل كيف تفسر قبل ذلك مرض شمعون البراق ، والتعويض عنه بريحانة عظيمة الأثداء؟

قلت بإصرار: محمد مكة الذي ربيته بيدي، ليس محمد الذي قام من خلف الكثيب!

قال أبومشعل: لا بد أن قوة طاغية كانت تعمل في الخفاء!

نظرت بدهشة وقلق إلى جبريل وقلت: ولكن ما الذي يعنيه هذا القرد عندما يقول قوة طاغية؟ هل هناك قوة غير قوة الله وإبليس في هذا الكون الرحيب؟

قال أبو مشعل: ألم ترى عند انكشاف الغطاء، أن عمل محمد المشين كان السبب في أشعال الشبق بين الله وإبليس؟

قلت: إذن إبليس هو الذي مس محمد بالجنون، حتى يوقع الله عن طريق رائحة الجنس والدماء، في قبول وطأه والنكاح؟ّ!

قال جبريل: هذا غير معقول، فقد كان تحت إبليس كل ما يروم من الفروج، فاللات والعزى ومناة لم يفارقنه في كل أسفاره، ولكني أشك أن الله في وحدتها قد كادت لتجلبه للجنة لتوقعه في فعل النكاح.

قلت: وكيف إذن تفسر حادث إخصائك؟

قال جبريل: لا بد أن الله شعرت أني سأتحالف مع أبي أبليس بعد فقدي تناسيم؟

انتفض بعدها جبريل بقلق، وأشار للملكة النادلة أن تضع ما شربناه على الحساب، وقال: لقد أوشك أبي إبليس أن ينهي بناء البرنامج الجديد، وعلى العموم، فقد نجحنا جميعا في بنائه وليس هناك إلا بعض الأخطاء، سنصلحها فيما بعد. كفى الآن حديثا في التكهنات ، فلننتظر قبل أن نثير علينا حفيظة أبي إبليس.


 

ليست هناك تعليقات:

Links

    لا يعني إدراج الروابط التالية أن أبو لهب يوافق على كل ما يرد فيها وعلى وجه التخصيص , فنحن نرفض وندين أي مقالات معادية للقضية الفلسطينية أو القضية العربية