السبت، أبريل 26، 2008

قرآن أبو لهب: سورة زمزم

سورة زمزم

بســــــمك اللــــــهم

عندما أفقت في الصباح وجدت نفسي مجنبا قد ابتلت ثيابي وشعري ولحيتي أشد ابتلال. كدت أن أفكر أن كل ما حدث في ذهني وكأنه حلم قديم، ولكن رائحة مائي وماء الملاكة المهين، كانت تملأء الغرفة بعبق مثير. أسرعت بالنهوض متظاهرا بالتأخر عن طواف الصبح حتى لا تشعر أم جميل بما حدث لي ولملابسي وأخذت معي ثوبا ورداء داخليا. استحممت ونظفت نفسي وأنا كاره من الماء الإلهي المهين، وغيرت ثيابي المبتلة في بيت أخي العازب حمزة. كان سكرانا فلم يشعر بي وبما فعلت. وعندما لم أستطع إخفاء ثيابي المبتلة في بيت حمزة خرجت فإذا بالناس تقودني في تزاحمهم للطواف الصباحي نحو الكعبة فإسقط في يدي وجزعت أن أحمل معي في حرم الكعبة ثوبي المبتل من حفل العشق والغرام الذي شهدته في السموات السبع. وما أن مشيت بضع خطوات حتى وجدتني قبالة النصب التذكاري لشهيدي الحب الخالدين إساف ونائلة وألهمتني الله أن أدفنه في أرض المسجد الحرام فركعت على ركبتي والناس تنظر إلي في عجب ودفنته في الرمال (لم تكن أرض الحرم في ذلك الوقت مكسوة بالرخام الطلياني الفاخر) في مكان لا يبعد كثيرا عن بئر زمزم. رآني محمد فكشر تكشير العارف بما أصنع، والتفت بعدها نحو إبن الخطاب وهمس بأذنه شيئا ما فنظر هذا إلي بشزر وكراهية ومال على أبن أبي قحافة يكلمه في أذنه. عندما توازينا في الطواف بصق ابن أبي قحافة باتجاهي وأشاح محمد بوجهه عني وابتسمت أنا بفرح وبهجة وتعجب أبو بكر الذي رثيت له.

في ذلك اليوم مررت بالقرب من دار الأرقم بن أبي الأرقم. سمعت بلالا يرتل سورة المسد بصوته الجميل الندي فلم أشعر بالضيق أو بالمهانة ونظرت نحو السماء ورأيت تناسيم تتهادى بين الشمس والقمر وكان رداءها الحريري الملتصق بجسمها المياد مفتوحا من خلف عنقها إلى ما فوق الشرخ المكون من التقاء سنامتي مقعدتها فقلت في نفسي صبرا جميلا يا أبا لهب.


 

ليست هناك تعليقات:

Links

    لا يعني إدراج الروابط التالية أن أبو لهب يوافق على كل ما يرد فيها وعلى وجه التخصيص , فنحن نرفض وندين أي مقالات معادية للقضية الفلسطينية أو القضية العربية