الخميس، مارس 06، 2008

هل كان أبو العلاء أميا ؟


هل كان أبو العلاء المعري أميا ؟

يتمسك المسلمون بمقولة أن محمد بن عبد الله كان أميا، لم يعرف القراءة والكتابة، كواحد من براهينهم أنه لم يؤلف القرآن. فهل يستقيم هذا البرهان مع التاريخ أو مع المنطق ؟ بكلمات أخر ، هل حقا يشترط في مؤلفي الكتب أن يعرفوا القراءة بأعينهم والكتابة بأيديهم؟ لو راجعنا التاريخ بسرعة ، لوجدنا أمثلة طارت سمعتها عبر الآفاق لرجاء ونساء لم يعرفوا الكتابة ولكنهم ألفوا كتبا تعتبر من أشهر كتب التاريخ.

إذا ما اعتبرنا أن تعريف الأمية، كما يستخدمونه، هو عدم معرفة القراءة والكتابة، فإنه لا شك أن ابو العلاء المعري كان أميا. فمن المعروف أن أبو العلاء فقد بصره وهو صبي صغير إثر إصابته بالجدري، وكان عمره عندها "دون الرابعة". ولا تدل أي من ترجماته على أنه تعلم القراءة والكتابة في ذلك السن المبكر. بالمقابل، يعتبر أبو العلاء المعري من أكثر الكتاب العرب في التاريخ غزارة في الإنتاج وسموا في المحتوى وعمقا في المعنى، وللآن يكاد أن يكون هناك إجماع بين اللغويون والأدباء أنه لم يتمكن أحد من التفوق أو حتى مساواة عبقرية أبو العلاء في أسلوبه الشعري واللغوي والفكري. يقول الدكتور علي شلق في المقدمة التي كتبها لإحدى نشرات رسالة الغفران: أحصى الأستاذ سليم الجندي أعداد وأسماء المؤلفات العلائية، فتجاوزت الماية والتسعة، بين كتاب، ورسالة، ومطولة الشعر والنثر، غير أن أخطر كتبه وأشهرها على تفرد وعلى مشرف عالمي، كتاب رسالة الغفران، وأختها النادرة رسالة الملائكة، ثم ديوانا سقط الزند، و لزوم ما لا يلزم، بالإضافة إلى كتب موسوعة ضاعت في مجاهل المكان والزمان مثل كتاب الأيك والغصون و الهمزة والردف، ذلك الذي بلغ الماية جزء حسب رواية إبن خلكان بينما روى القفطي أنه في ثلاث وستين مجلدا ومثله كتاب الفصول والغايات الذي لم يبق منه سوى مجلد واحد، وضاعت الستة الباقية.

وكنت قد قرأت أن أحدهم أحصى ما أنتجه أبو العلاء المعري من الشعر فكان مائة وثمانين ألف بيت، لم يصلنا منها إلا الديوانين المذكورين أعلاه وبعض المتفرقات الشعرية.

بالإضافة إلى هذا العدد الهائل من الكتب والمؤلفات، فإن نوعية إنتاج أبو العلاء لا زالت للآن تستعصي على الغالبية الساحقة من قراءه، سواء من ناحية الإحاطة بمعناها، أو بالوصول إلى كتابة تضاهيها في الجودة والعمق والكمال.
فهل يحق لنا أن نقول أن هذا الرجل المعجزة كان أميا؟

وهناك مثال آخر من تاريخنا العربي. فقد نبغ طه حسين بالرغم من فقده لبصره وهو طفل صغير. وبالرغم من عدم قدرته على الكتابة والقراءة ، فقد كان من رواد وأعمدة النهضة الثقافية التي عصفت بمصر في النصف الأول من القرن العشرين.

وفي بقية العالم ، نذكر الأعمى اليوناني هوميروس كاتب الإلياذة ذائعة الصيت ، والتي لا تزال للآن تعلم في معظم جامعات الغرب ومدارسها بالإضافة إلى ترجتمها إلى معظم لغات الأرض الرئيسية.

من هذه المراجعة البسيطة ، فهل تكفي عدم القدرة على القراءة والكتابة لنفي أن أحدهم ألف كتابا ما؟ هل يكفي، إن نحن سلمنا أن محمدا لم يعرف القراءة ولا الكتابة، أن ننفي أنه يؤلف القرآن ؟ علما بأن القرآن، لمن لم يؤمن به ليس إلا خليط بدائي، غير متناسق محتوى وتاريخا، ومليئ بالأخطاء العلمية والقوانين البدائية ، وأنه أبعد ما يكون عن كتاب ألفه رجل عبقري بله الله خالق هذا الكون العجيب.

هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

تفكير منطقى جداجدا

هنالك كتاب ايضا اسمة أمية محمد - الشيخ المقديس

www.islameyat.com/arabic/maqdisiyat/omeyet_mohamad/omeyet_mohamad.htm

www.yassar.freesurf.fr/library/bal554_00.html

Abu Lahab يقول...


العزيز المحظوظ المحترف (LuckyPro) :=)

شرفتني وأسعدتني بمرورك وتعليقك ، وأشكرك على المرجع الذي وضعته لإغناء المقال.

أجمل التحيات والأماني.

أبو لهب

غير معرف يقول...

فعلا كلام صحيح! لا ننسى ان جبرائيل نفسه طلب منه القرائه, فلو كان الله يعلم ان محمد امي فكيف يطلب منه القرائه عبر دحيه الكلبي, عفوآ قصدي جبرائيل! هل الله اصبح غبي بحيث يطلب من امي القراءة!!!

غير معرف يقول...

شكرا على المقالة الرائعة. ازيد من ذلك وأقول اذا كان محمد امي ولا يستطيع ان يتلفظ بكلام جميل فلماذا نرى أن دعائه وبعض احاديثه بها قافية وسجع؟
اذا كان القران من الله لماذا توقف الوحي لفترة اطول من اسبوع لمجرد انه هناك كلب في بيت الرسول؟ الا يستطيع الاه ان يرسل رسالة او مسج او اي شيء اخر حتى ينبه الرسول بأنه هناك كلب ويجب حمله خارج البيت حتى جبريل يستطيع ان يدخل البيت. كائن ذو ٦٠٠ جناح ويستطيع ان يذهب الى العرش في بضع ثواني لا يستطيع ان يدخل بيتا لوجود كلب فيه؟؟؟؟؟

jeffry يقول...

أهلا بك أخي عبد العزى
أتفق معك على ما جاء في مقدمتك بأن هناك رجالا أميين كانوا نابغين و استطاعوا أن يؤلفوا دررا و تحفا وأن يحكموا أمما ربما و كل هذا صحيح.
ولكن الا ترى معي أنك هنا تنفي حدثا تاريخيا وهو أن جميع المؤرخين أجمعوا على أن ابن أخيك كان أميا وقد قال هو نفسه على ما قرأت في بعض المنتديات " نحن قوم أميون ... الشهر هكذا و هكذا وهكذا ...الخ" ولم ينكره عليه خصومه بمعنى أنهم أقروا كونه أميا.
ألا ترى هذا فيه شيء من الصدق ,اللهم اٍلا اٍذا كان تاريخنا ملفقا و يجب اٍعادة كتابته من جديد.
وأرجوك أن تواصل كتاباتك المنيرة و تقبل سلامي.

Abu Lahab يقول...

العزيز jeffry:
شكرا على المرور وكلماتك اللطيفة

الحقيقة أني لا أحاول أن أشكك في مقالات المؤرخين أن محمدا كان أميا ولكن المهم هنا هو معنى كلمة أمي. ما أحاول قوله هنا هو أنه بالرغم من عدم معرفة محمد بمهارات الكتابة و القراءة ، فإن هذا لا يعنى أنه لم يكن محيطا بعلوم وثقافة المجتمع العربي الذي يعيش فيه بشكل خاص، والثقافة الدولية السائدة في ذلك الحين. ولأنه كان ملما بهذه الثقافة فإن هذا لا يعنى أن عدم قدرته على الكتابة والقراءة كانت ستمنعه من تأليف القرآن ، إما عن طريق تحفيظه لأتباعه كما كان يفعل الشعراء، أو عن طريق إملائه للكتبة من أتباعه ، أو عن كلا الطريقين. وكما تعلم هناك أثار تاريخية تثبت طريقة التأليف هذه.

لا شك أن كلمة أمي كما نستعملها حاليا تعني عدم القدرة على الكتابة والقراءة وهذا يعني ضرورة الجهل وعدم الثقافة، ولكن في عصر محمد، كان هناك الكثير من المتعلمين ، ومنهم غالبية الشعراء، والذين لم يعرفوا الكتابة أو القراءة.

وفي هذا المقال ، ضربت أمثلة على عدد من المؤلفين الذين ألفوا كتبا مشهورة دون القدرة على الكتابة وذلك بسبب فقدهم لبصرهم
أجمل التحيات
عبد العزى

مع أطيب التحيات

jeffry يقول...

أخي أنني كنت أقصد بكلامي باٍعادة كتابة التاريخ أن لا نلوكه كما صيغ وكما سرد لنا و لكن يجب قراءته باٍمعان وترو.
أنا أتفق معك في كل ما قلته,و لكن ربما لم تفهم قصدي وهو مدى مصداقية النصوص التي تكلمت عن أمية ابن أخيك وهل هو فعلا كان أميا وما المقصود في ذاك الزمان بأمي و ما هي المعايير التي كانت معتمدة للحكم على الأمية
وقد سقت لك مثالا على أنه قال الشهر هكذا وهكذا وهكذا (3 مرات) يعني أنه كان يعرف أن 3 عشرات = 30 يوما
فلم يقولون لنا اٍنه كان أميا ؟ لم لم يشر بأصابعه ال5 ويقول هذا هو الشهر؟
هذا ماكنت أقصده في مداخلتي والتي لن تعلو في كل الأحوال على ما تفضلت به,وشكرا على مجهوداتك وأبحاثك القيمة,
وتقبل سلامي.

غير معرف يقول...

ما معنى امي في مجتمع كله اميين يعني كان كل من في الجزيرة العربية عندهم شهادة الدكتوراه ومحمد وحده امي ما الحال من بعضه يعني ان الكل كان عندهم وسيلة واحدة للتعبير عن اي شئ او تدوبن او توثيق اي شئ من خلال الاشخاص اللذين يعرفون الكتابة وهذا الحال كان موجود الى كم سنة مضت حيث من يريد ان يكتب رسالة لاحدهم يذهب الى شخص يعرف الكتابة ... ما لهم المسلمون حشر عقلهم ... شكرا عزيزي ابو لهب
زليخة

Links

    لا يعني إدراج الروابط التالية أن أبو لهب يوافق على كل ما يرد فيها وعلى وجه التخصيص , فنحن نرفض وندين أي مقالات معادية للقضية الفلسطينية أو القضية العربية