الجمعة، مايو 18، 2007

سورة الإسراء


سورة الإسراء

بســــــمك اللــــــهم

قال جبريل مخاطبا محمد بإحراج وقلق: إذن لا بد من أن نذهب جميعا للسماء لبحث الموضوع مع الله.

أشار جبريل برأسه وفي لحظة أو لحظتين ، قفز البراق بجانبي وبسرعة البرق أيضا وجدت نفسي أطير راكبا فوقه ، وبجانبي محمد وكنا نتبع جبريل الذي كان يمزق الأفق أمامنا بجناحيه الهائلين.

قال لي براقي وقد بان العرق يتفصد على عنقه: إن المطبات الهوائية التي يحدثها جناحي جبريل تجعل الطيران في غاية الصعوبة. هل قلت شيئا أغضبه؟

قلت: لم أزد أن قلت لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

قال براقي: إني لأخشى أن سرعة جبريل هذه ستجهد صديقي الشيخ شمعون فوق طاقته. لو علمت أنه بهذه الحال لطلبت أن يحمل محمد براق آخر، ولكنه أصر أن يأتي معنا عندما علم أنه سيحمل رسول الله على ظهره.

إثناء الطيران لبيت المقدس طلب منى براقي أن أضمه من الخلف وأن ألصق وجهي بظهره حتى لا تضربني الريح وتطير عمامتي. فحضنته من الخلف ودفنت وجهي بين لوحتي ظهره القويتين. أخبرني براقي ونحن في هذا الوضع الحميم ، أن أسمه أبومشعل، وأن جنس البراق جنس قديم من الخلق كانوا في خدمة آلهة الإغريق، فلما دالت دولتهم وطواهم الزمن بعد أن تبع أهل اليونان عيسى بن مريم، عطل جنس البراق عن العمل، إلى أن دخلوا في خدمة الله عز وجل. حذرني براقي أن علي أن أتعامل مع الله سبحانه وتعالى برسمية صارمة لأنه "في غاية الجدية، فهو عكس آلهة الإغريق لا يتمتع بروح الفكاهة أو المرح" واعترف أبومشعل أنه يحن إلى إلهة الإغريق الذين احترموه ولم يستخدموه كدابة للنقل، إلا أن عمله مع القاهر المميت سيدر عليه ربح تسع عشر براقة من أبرقة الجنة يحصلهن بعد سن التقاعد. وخطر لي أن أسأله عن سر رقم التسعة عشر إلا أنه أخذ عندها يناور استعدادا للنزول في باحة المسجد الأقصى.

سكت أبو مشعل وأخذ يركز النظر على موضع هبوطنا عند بيت المقدس، الذي تعرفت عليه رغم الظلام لعهدي به من زيارة سابقة بصحبة محمد. بعد نزولنا بالقرب من الحائظ الغربي، استحييت أن أقتدي بعمل محمد في ربط براقه للحائط ، فقام محمد بربطه في سلسلة حديدية مثبتة في حائط البراق قائلا ببعض من استهجان: يا عماه ليس هذا الوقت وقت المراسم والأدب! علينا أن نسرع فإن الله في انانتظارنا.

 

ليست هناك تعليقات:

Links

    لا يعني إدراج الروابط التالية أن أبو لهب يوافق على كل ما يرد فيها وعلى وجه التخصيص , فنحن نرفض وندين أي مقالات معادية للقضية الفلسطينية أو القضية العربية