الجمعة، مايو 18، 2007

سورة تناسيم

سورة تناسيم

بســــــمك اللــــــهم

بعد عدة دقائق من السفر في عمق الفضاء الخارجي، دخلت الغرفة مخلوقة فائقة الجمال تطفو على جناحين يلمعان وكأنهما من ذهب مصفى ، وتحلي شعرها بجواهر من ماس وياقوت ولؤلؤ ومرجان، كل منها بحجم قبضة يدي، أي منها خير من الدنيا وما فيها. وكانت تحمل في يديها منضدة مستديرة من الياقوت الخالص عليها إبريق وكوب واحد من الفضة، محلى بجواهر لم أرى مثلها من قبل أبدا. ابتسمت الملاك باتجاه جبريل بابتسامة جعلت كل عضو في جسدي ينتصب ليسبح بقدرة الخالق وحسن صنعه. كان ما ظهر من جسمها من تحت رداء حريري أحمر خفيف، أبيضا مشعا في غاية الصفاء، وكانت تتمايل بأنوثة وغنج تحت هالة مضيئة من الشعر الأصفر بلغ حتى أكعابها، أما عينيها فكانتا زرقاويين كسماء مكة في الربيع الأول. سحرتني حتى شعرت أن عيناي تجحظان وكادتا أن تقعا من محجريهما، ووقف ذكري وتصلب، وسال لعابي من جانب فمي الإيسر، وأهتز شاربي الإيمن، وتفصد عرقي، ولم أستطع أن أرفع عيني عن ثغرها الندي الشهي. سمعت محمد وكأن صوته جاء من وادي القرى وكان قد وقف بجانب جبريل وأدار ظهره لها متجنبا--لاستغرابي الشديد لولعه بالنساء-- النظر إليها: لقد وقع صاحبي بغرام صاحبتك كما خططنا يا جبريل.

لم أعر ما قال محمد انتباها فقد كنت مفتونا تماما بهذه الملاك الواقفة أمامي. صبت لي خمرا أحمرا من الإبريق بأدب ، وعندما انحنت لتقدمه لي انكشفت أطراف حلمات ثدييها من تحت ردائها الحريري الملتصق بجسدها وشع منهما نور ملائكي زهري أو أحمر، فانفجر الدم في وجهي ودق صدري بشدة حتى سمعه جبريل فالتفت نحوي بقلق، وانقلبت الخمر من يدي، وطافت قطراته المستديرة بعجب في أرجاء المعراج حتى بلت جناحي جبريل ولحية محمد، ورأيت أن وجهها هي الأخرى إحمر ولكن غضبا وليس خفرا ، وروادتها عن نفسها فلم تُراود، وهممت بها فنكست عن أن تهم بي، ولم يكن بوسعي بسبب الأحزمة الرابطة إلا أن أتمتم باستمرار ما شاء الله أحسن الخالقين. واستدارت للرجوع، دون أن تقدم شرابا لمحمد أو لجبريل، نحو الباب الذي قدمت منه ، فرأيت من بين تموج شعرها الأصفرجيدا كجيد الرئم ليس بفاحش، وساقين كأنابيب نخل يثرب، ومقعدة تراقصت دفتاها صعودا ونزولا، ويمينا وشمالا، معا، كسنامتين من سنامات نياق نجد، فوقع حبها في صميم قلبي كجلمود صخرة صديقي امرؤ القيس، وأخذت أتمم ما شاء الله أحسن الخالقين، وشعرت بامتنان عميق لمحمد الذي أراني عجائب الله في خلقه. اختفت تناسيم، ولم أستطع امتلاك إربي ، فسال منه مائي المهين على ثوبي وبلله، فضحك محمد، واحمر وجه جبريل. وبعد فترة قليلة لم تتجاوز في زمنها ما يأخذني للركض بين تذكاري إساف ونائلة سبعة مرات، شعرت مرة أخرى بتثاقل جسمي فدار مقعدي بعكس حركة المعراج ولكن ظل رأسي يدور نحو الباب حيث اختفى ذلك الجمال المذهب للعقول

 


  • كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَقبِّلُ ويباشِرُ وهو صائمٌ، وكان أمْلَكَكُمْ لإِرْبهِ». (صحيح البخاري )

  •  إساف ونائلة : قال ابن إسحاق : واتخذوا إسافا ونائلة، على موضع زمزم ينحرون عندهما، وكان إساف ونائلة رجلا وامرأة من جرهم - هو : إساف بن بَغْي ونائلة بنت دِيك - فوقع إساف على نائلةَ في الكعبة : فمسخهما اللّه حجَرَيْن(12). (سيرة إبن هشام). والقصة كما حدثنيها أبي عبد المطلب في صباي أن نائلة كانت بنت عم إساف وكانا من أجمل وأوسم شباب جرهم، فوقعا في حب بعضهما ولكن والداهما منعاهما من الزواج وحتى من رؤية بعضهما، فتواعدا على اللقاء عند الكعبة في موسم الحج وعندما التقيا تعانقا أمام الحجيج، فلما رآهما والداهما معا ذبحاهما صونا للعرض والشرف الرفيع عند بئر زمزم تمشيا مع قاعدة "لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم،" فانتشرت قصة حبهما انتشار النار في الهشيم ومع الزمن بنى لهما عشاق العرب من شباب وفتيات تمثالين يحفان ببئر زمزم، إساف على اليمين ونائلة على اليسار، تذكارا لاستشهادهما في سبيل الحب، ثم انتشرت بعد ذلك بين العرب قصة مفادها أن دمهما الطاهر سال في الأرض حتى امتزج مع مصدر نبع بئر زمزم، فأكسبه خواصه النادرة المعروفة التي من أهمها قدرته العجيبة على شفاء المرض وتكريسه للعهد بين العاشقين.

هناك تعليق واحد:

sh يقول...

-فى يوم من الأيام مر عابر سبيل بقصر منيف غاية فى الروعة والفن المعمارى المتقن. فجعل الرجل يسأل من الذى صمم ونفذ هذا القصر العظيم . فأجابه رجل أن هذا القصر العظيم لم يصممه ولم يبنيه أحد.. فلقد سقطت كمية كبيرة من الحجارة من أعلى هذا الجبل فتجمعت بدقةعالية وكونت حوائط القصر. ثم انهارت الأشجار القريبة من المكان وتقطعت فتكون منها الأبواب الرائعة والشبابيك والأثاث الفخم. ثم تجمعت قطع كرستالية من كل مكان وصنعت من نفسها الثريات الجميلة والمصابيح. وتجمعت خيوط الحرير وغزلت الستائر والفرش الفخم.ونزل حديد من السماء فصنع الأسوار...فظر اليه عابر السبيل وقال له أتهزأ بى يا رجل كيف يحدث هذا.أمجنون أنت .فأكد له الرجل كلامه وأخذ يعدد له الحجج والبراهين على أقواله فتركه عابر السبيل ومضى لحاله وهو يردد لا حول ولا قوة الا..باللللللللله

Links

    لا يعني إدراج الروابط التالية أن أبو لهب يوافق على كل ما يرد فيها وعلى وجه التخصيص , فنحن نرفض وندين أي مقالات معادية للقضية الفلسطينية أو القضية العربية