الاثنين، ديسمبر 25، 2006

الإعجاز العلمي في شعر أمرؤ القيس

الأعجاز العلمي في معلقة امرؤ القيس

أولا: امرؤ القيس واكتشاف الجاذبية

يقول امرؤ القيس (حفظه الله وأجلسه عن يمينه على العرش) في محكم معلقته:

فيا لـك من ليـل كأن نجومه

بـكل مغار الفتل شدت بيذبل

كأن الثريا علقت في مصامها

 بأمراس كتان إلى صم جندل

وقبل أن أشرح المحتوى الفيزيائيب العميق لهذين البيتين لا بد من ذكر موضوع مؤامراتي خطير متعلق بهما. فقد أوردت التقارير التاريخية عن

Jack , son of Smith , son of Stone , on the authority of his maternal grand father James Fox , that the Father of the Kitten أنه قال

أن إسحق بن نيوتن كان يحفظ عدة صحائف من جلد الغزال العربي القديم تحت سريره مخطوطا عليها معلقة إمرؤ القيس بكاملها. ومما لفت نظر ذا فاذر أوف ذا كيتين أن البيتين الواردين أعلاه كانا معلمين بحبر مصنوع من عصير التمر،[1] ومكتوبا حولهما باللغة الإنكليزية: هذه هي، هذه هي، هذه هي. This is it , This is it , This is it

وفي نفس الرواية روى ذا فاذر أوف ذا كيتين أنه أدرك حينها لمذا احمر وجه سيده في حفل ترقيته إلى رتبة لورد عندما رأى على مكتبة الملكة نسخة مترجمة للمعلقات السبع (وفي رواية أخرى قال أنها المعلقات العشر) وظل هذا الأرتباك مرافقا إسحاق بن نيوتن طوال الحفلة وكان عرقه يتفصد، وأنه تلعثم وتأتأ باستمرار في خطاب قبول ربتة اللوردية. عندها فهم ذا فاذر أوف ذا كيتين بفطنته وحنكته، ولم يكن عندها جائعا، العلاقة بين نظرية نيوتن والصحائف العربية، فقام للتغطية على سرقة سيده بإطعامها لبقرة هولندية (وفي رواية أخرى لثور هولندي) كان نيوتن قد اكتراها أثناء رحلة إلى هولندا.

والآن نعود إلى المحتوى الفيزيائي لهذين البيتين والذين يكشفان دونما شك أن صاحبنا إمرؤ القيس (حفظه الله وأجلسه عن يمينه على العرش) كان قد اكتشف نظرية الجاذبية قبل نيوتن بنحو من ألف عام:

  1.     من الواضح في البيت الأول أن امرؤ القيس كان يتحدث عن الجاذبية ، وذلك بعد أن ألهمته الله سبحانها وتعالت بإسقاط تمرة على أم رأسه. فنحن نرى من هذا البيت كيف أن جميع النجوم تجذب بعضها بعضا ، كما يتضح الإعجاز العلمي جليا في استخدام كلمات "كل مغار الفتل". وحتى يخاطب معاصريه بقدر علمهم ويقرب المعاني لفهمهم، فقد استخدم مثال أن النجوم "تشد" بعضها بعضا بحبال مفتولة. أما استخدام أسم جبل يذبل، فهي تعبير لطيف من بيئتهم المحيطة عن أن هذه النجوم تتبادل الجاذبية مع الأرض أيضا. وتشبيه الجاذبية بالربط بالحبال لا يدع مجالا للشك أنه أدرك أن قوة الجاذبية تعمل على الخط الواصل بين كل جسمين متجاذبين.

  2.     في البيت الثاني يتعرض امرؤ القيس للتكوين الرياضي لقاعدة الجاذبية ، كما يستدل من استخدامه لكلمات "أمراس كتان" ، حين يقول "كأن الثريا علقت في مصامها" مشيرا إشارة مضللة، إلى أن هذه القوة تعتمد عكسيا على البعد بين الجسمين المتجاذبين، ويستدل ذلك بسهولة ويسر إذا ما اعتبرنا أن كلمة "مصامها" تدل على الشيء الأصم الذي يستوي في الأسفل ، بمعنى مقام الكسر الرياضي. أما الإعتماد على عكس مربع المسافة فيستدل أنه استعمل بيتين من الشعر ولو كانت العلاقة مكعبة لاستعمل ثلاثة أبيات.

  3.      لسوء حظه، فإن دهاء نيوتن وخفة قلبه في السرقة الفكرية، عجزتا أن تدركا المعنى الأعمق في هذين البيتين ، وكان لا بد من الإنتظار نحوا من ثلاثة قرون حتى يأتي اليهودي آينشتين ، ويسرق النظرية النسبية العامة من هذين البيتين. وكما لاحظ آينشتين، والذي كان قد درس معلقة امرؤ القيس على يدي أحد أحفاد كعب بن الربيع، زوج أم المؤمنين صفية الذي قتله محمد تعذيبا وهو يبحث عن كنزه، فإن استخدام كلمات دالة على الحبل (مغار الفتل، أمراس كتان) ، كانت تصب في صميم النظرية النسبية العامة. فالحبل المعلق بين نقطتين يتخذ بسبب أثر الجاذبية عليه شكلا محدبا يسمى بلغة الرياضيات Catenary وكما يوضح الشكل، فإن هذا المنحنى الرياضي يؤدي مباشرة إلى القاعدة الأساسية في النظرية النسبية العامة وهي أن الجاذبية تنتج من تحدب إحداثيات المكان والزمان نتيجة تواجد الكتلة في تلك الإحداثيات.

الشكل الذي يتخذه حبل شاعرنا امرؤ القيس تحت تأثير الجاذبية عندما يعلق من نقطتين ويسمى هذا الإنحناء Catenary

ثانيا: أمرؤ القيس واكتشاف نظرية الأمواج الصوتية:

وواد كجوف العير قفر قطعته

به الذئب يعوي كالخليع المعيل

مرة أخرى تبدو البساطة والبراءة البدوية على هذا البيت، ففي ظاهره يقول ملكنا الضليل ، أنه قطع مسافرا واديا مقفرا وكان هناك ذئبا أو ذئبة تعوي. ولكن نظرة أعمق للبيت ، واعتبار أن الملك الضليل كان بخفة دمه يريد أن يضلننا، تشير في الحال إلى إعجاز علمي رائع ، وسبق فكري كبير، فتشبيه الوادي المقفر بجوف العير يدل على ملاسته ومن هذه الملاسة تحدث انعكاسات صوت عواء الذئب الصوتية التي تتردد كصدى في الوادي وكأنه قادم من الكثير من الذئاب كما يتضح من استخدام كلمات الخليع المعيل، أي أن صوت الذئب الواحد (الخليع) يعود كأصوات "عياله" من الذئاب. لاحظ أن استخدام كلمة معيل يدل أيضا على تخافت الصوت مع مرور الصدى حيث أن مصراع الصوت من الذئب العيل أقل شدة من صوت أبيه الذئب.

أما استخدام كلمة "قطعته" في هذا البيت، فيدل على ديناميكية الحركة ولأن ذلك جاء في سياق انتشار الصوت وانعكاسه ، فإن استعمالها هنا ضرب من العبقرية العلمية التي تدل على اكتشاف أمرؤ القيس للأثر المعروف بأثر دوبلر Doppler Effect. ولأن أثر دوبلر هذا لا يتم إلا في الظاهرة الموجية ، فنرى الآن جليا أن امرؤ القيس ، وفي جملة إعجازية واحدة قد تنبأ بموجية الصوت والصدى قبل أكثر من ألف وخمسمائة عام من اكتشاف الغرب لهذه الظاهرة! وفي رأيي أن الأحرى بنا الآن أن نعلم أولادنا في المدارس أن أسم أثر دوبلر يجب أن يكون أثر أمرؤ القيس.

ثالثا: أمرؤ القيس ونظريات فرويد النفسية:

للأسف لا تتوفر لنا أي خبرات في علوم النفس ، ولكن بيتي المعلقة التالي يدل دون أي مجال للشك أن العالم اليهودي المشهور سيغموند فرويد قد سرق هو الآخر نظريته من شاعرنا العبقري، الملك الضليل:

فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع

فألهيتها عن ذي تمائم محول

إذا بـكى من خلفها انصرفت له

بشق وتحتي شقـها لم يحول

واضح حتى لغير المتخصصين مثلي في هذا الموضوع أن امرؤ القيس كان يومئ بإضلاله المشهور لأساسية الجنس والأمومة في تكوين النفس الإنسانية. وإني لأرجو أن ينتبه إعجازيونا المتخصصون في هذا العلم لنقل الحق لنصابه في هذا الموضوع الإنساني المهم.


[1]  الإدعاء التالي مشهور على الإنترنت: http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/09/article02.shtml

وهذا المنهج الذي اتبعه الغزالي منذ أكثر من تسعة قرون شديد التشابه بما قدمه الفيلسوف الفرنسي ديكارت وهو ما يؤكد تأثره بالفيلسوف الإسلامي الكبير وأخذه عنه؛ فقد عاش الفيلسوفان التجربة المعرفية ذاتها، وإن كان فضل السبق والأصالة يظل الغزالي، فعبارة الغزالي الشهير "الشك أول مراتب اليقين" التي أوردها في كتابه "المنقذ من الضلال" هي التي بنى عليها ديكارت مذهبه، وقد أثبت ذلك الباحث التونسي "العكاك" حينما عثر بين محتويات مكتبة ديكارت الخاصة بباريس على ترجمة كتاب المنقذ من الضلال، ووجد أن ديكارت قد وضع خطًا أحمر تحت تلك العبارة، ثم كتب في الهامش: "يضاف ذلك إلى منهجنا".

وفي روايات أخرى، يدعي الراوي أن الكتاب أخفي بعد أن أكتشفه المسلمون حفاظا على سمعة ديكارت. ونحن هنا لا ننكر بل نفخر بالتأثير العلمي الإسلامي الهائل على الحضارة الغربية، ولكن هذه الكلمات الطفولية خير شاهد على الضحالة الفكرية والعقم العلمي الذي توصلنا إليه.

هناك 13 تعليقًا:

غير معرف يقول...

تحية طيبة
متى سيعود منتدى اللادينيين ومنتدى الملحدين للعمل من جديد,من يعرف شيئا فليخبرني بذلك ارجوكم
وشكرا

غير معرف يقول...

تحية طيبة
متى سيعود منتدى اللادينيين ومنتدى الملحدين للعمل من جديد,من يعرف شيئا فليخبرني بذلك ارجوكم
وشكرا

Abu Lahab يقول...

تحية طيبة
للأسف لا أعلم وسأحاول أن أجد معلومات بهذا الخصوص.
كل عام وأنتم بخير
تحياتي ومحبتي
أبولهب

غير معرف يقول...

إعجاز جديد عن البرق

غير معرف يقول...

استغفرالله العظيم
لا اله الا الله محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم
اتقوا الله في انفسكم

غير معرف يقول...

كم أحبك يا أبو لهب، لقد كان لمدونتك فضل كبير في تركي للإسلام ، أرجوك استمر ولا تتوقف ، أرجوك انشر موقعك بصورة أكبر

mouyn يقول...

تحية للصديق أبو لهب

روعة ما يخطه قلمك.

عبداللات (عبدالرحمن سابقاً) يقول...

إني لاأكتفي من النهل مما خطة قلمك المقدس فأنا ما زلت أتصفح موقعك منذ الساعة 03:00 ص من هذا اليوم الموافق 28 من تشرين الثاني ,(اليوم الثاني من عيد الأغنام الإسلاميةالناطقة).دمت بود

غير معرف يقول...

what a hilarious story , coudn't ever thought that ignorance can reach to this point , try harder

غير معرف يقول...

ان الله يمهل ولا يهمل ستلق الويل في الدنيا والاخره

غير معرف يقول...

First, I want to point out that I am a free thinker, and I do not belong to any religion.
I am sorry to tell you that your story is far-fetched.
The poet was suffering from insomnia, and because he could not sleep, the night seemed endless, and the stars seemed to hang there forever.
So, he imagined the stars as if they are tied by ropes to the mountain "Yathbul", thats why they could not move.
Stories like these might cast doubts about the credibility of your site.

Abu Lahab يقول...

Dear Sir,
Thank you for visiting my blog and for your comment.
Do “free thinkers” know about something called sarcasm? Just read the article again and think about it. Sorry to be harsh, but this is the first time ever someone took me seriously about Imru AlQais discovering gravity.
Please accept my most serious respect and appreciation.
Abdul Uzza

غير معرف يقول...

من أبي سفيان القرشي
إلى أبا لهب
أما بعد
إنها محشية لك وداخل فيك
وسقط البلاء عليك
أسلم تسلم
وإلا جئنا بجيش أوله عندك وآخره ...
وأخيرا
تبا لك

Links

    لا يعني إدراج الروابط التالية أن أبو لهب يوافق على كل ما يرد فيها وعلى وجه التخصيص , فنحن نرفض وندين أي مقالات معادية للقضية الفلسطينية أو القضية العربية