الخميس، يوليو 01، 2010

النهار يظهر الشمس والليل يخفيها

في القرن السادس قبل الميلاد ، توصل الرياضي الشهير فيثاغورس (570-495 BC) Pythagoras إلى أن الأرض كروية ، من ملاحظة أن ظل الأرض على سطح القمر عند الخسوف يكون دائما دائريا. وبعده تمكن العالم اليوناني الشهير إيراتوسثينس Eratosthenes (276 BC 195 –) من قياس محيط الأرض بدقة تتراوح بين 84% إلى 99% من القياس المتفق عليه حاليا (1). ونورد هذه المعلومات هنا حتى نضع القارئ في سياق المعرفة الفلكية التي توصلت لها الحضارات السابقة لبعثة محمد ، والتي كانت ، دون شك ، في متناول مثقفي القرن السادس الميلادي من أتباع الحضارة البيزنطينية-الهيلينية السائدة حينها في بلاد الشام ومصر ، والتي كان لها تفاعل ونفوذ كبيرين على العرب ، وبتوفر هذه المعلومات في محيط حياة محمد ، يحق لنا أن نتسائل عن إلمام كاتب القرآن ، والذي كان بصدد تأسيس حضارة عالمية ، بهذه المعلومات (2).

لنرى كيف نظر كاتب القرآن إلى الأرض والقمر والليل والنهار بعد نحو من ألف ومائتي عام من اكتشاف فيثاغورس ، ونحو من ثمان مائة عام من حسبة إيراتوسثينس لأبعاد الأرض. يُقسم كاتب القرآن على لسان الله (ولن نعلق هنا لمذا يحتاج الله للقسم) في سورة الشمس (3):

وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا(1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)

ومعنى هذه "الآيات" واضح لأي قارئ له إلمام متواضع باللغة العربية:يقول الله "تبارك وتعالى": أقسم بالشمس وضحاها ، أي ضوئها (أو حرارتها) ، وبالقمر إذا تلاها ، أي الذي يتبعها ، وبالنهار إذا جلاها ، أي الذي يظهرها ويجعلها واضحة للعيان ، وبالليل إذا يغشاها ، أي يغطيها ويمحوا أثرها. وللتأكيد على المعنى الذي نراه (4)، فإن القرآن يعلمنا في هذه "الآيات الربانيات المحكمات" أن بزوغ النهار يُظهِر الشمس ويجليها ، وأن هبوط الليل يغطيها ويمحو أثرها!

ونتبع في هذا التفسير البسيط ما أورده  أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان النحوي الأندلسي صاحب كتاب البحر المحيط في تعليقه الأخير على تفسير هذه "الآيات": "وقيل : الضمير عائد على الأرض ، والذي تقتضيه الفصاحة أن الضمائر كلها إلى قوله : { يغشاها } عائدة على الشمس. "

وبسبب تناقض هذه الآيات الصارخ مع ما هو معروف للأنسان المتعلم حتى في زمن محمد، فقد انبرى المفسرون المسلمون عبر القرون لإيجاد تأويل معقول لتبديل معنى الآيات الواضح ، منطلقين من أنه لا يمكن لله أن يقع في هذه الفضيحة المعرفية، وكان جل همهم منصبا على التوفيق بين الحقيقة  التي يعرفون بأن النهار ليس إلا نتيجة لضياء الشمس، وأن الليل ليس إلا نتيجة لغيابها، وبين سذاجة هذه "الآيات". ويبدو أنهم أجمعوا أن أنجع طريق لحفظ "ماء الوجه الإسلامي" هو تأويل "الآيات" بأن الضمير في كلمتي "جلاها" و "يغشاها" عائد على الأرض وليس على الشمس.

أما المعنى الذي يورده الكثير من المفسرين بأن كلمة "ضحاها" تعني "نهارها" فهو ، إن نحن تبنيناه، يزيد معنى الآية اضطرابا عند التمعن في المعاني اللاحقة ، أي "والنهار إذا جلاها" ثم "والليل إذا يغشاها". وبالتفصيل يصبح تفسير الآيات كما يلي: والشمس ونهارها ، والقمر إذا تلاها ، والنهار إذا جلاها ، والليل إذا يغشاها. ونحن نرى أن نسبة النهار للشمس في الآية الأولى ، ثم القول أن نفس هذا النهار هو ما يجليها لا يخرج الكاتب من ورطته.

والقول أن الضمير في "الآيتين: وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)" عائد على الأرض، يضع الكاتب في مأزق أكبر يتبين من حقيقة أن النهار والليل متواجدين دائما وباستمرار وتزامن، فجزء الأرض المقابل للشمس يتجلى (إن صحت لنا الإستعارة) بسبب ضوئها ، والنصف البعيد المظلم "يتغشى" بسبب غياب ضوء الشمس عنه. وواضح من هذا أن كاتب القرآن لم يكن يعلم أن الأرض كروية ، وأنه لم يكن يعلم أن النهار والليل يحصلان بسبب دورانها حول نفسها. والطريف أن القرآن يؤكد لنا في "آيات" أخر عدم معرفة كاتب القرآن بحقيقة علمية بسيطة عن طبيعة الظلال ، أي أنه لم يعرف أن الظل ينتج بسبب حجز الأجسام للضوء ، وهذا بالطبع هو تماما ما يحدث في ظاهرة الليل والنهار. ولعل أن "الآيتين" التاليتين عن "خلق الله للظل" قد تقعنا القارئ ببعدنا عن التعسف (4) في التفسير وبصحة قرائتنا "للآيات" القرآنية موضوع البحث:

وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ {النحل/81}

أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا {الفرقان/45}

وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ  {الرعد/15}

ومما يؤكد أيضا أن المعنى الذي نتبناه هو المعنى الذي ذهب إليه كاتب القرآن ، أنه يعلِّمنا صراحة في "آيات" أخر عن أستقلالية الشمس عن النهار والليل:

لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ {يس/40}

وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون { الأنبياء/33 }

واللّتي تخبرنا أن لكل من الليل والنهار فلكه الخاص الذي "يسبح" به تماما كما للشمس والقمر فلكين يسبحان بهما. وكنا قد علقنا على هاتين "الآيتين" في موضع آخر يمكن الرجوع له في هذا الموقع (5). وفي القرآن "آيات" عديدة تُظهِر لنا ، ولو بطريقة غير مباشرة ، أن النهار والليل في نظر كاتب القرآن شيئين مختلفين قائمين بحد ذاتهما ومستقلين عن الشمس. ونورد هذه "الآيات" في الملحق أدناه حتى لا نطيل على القارئ.

قد يحوي القرآن "آيات" أخرى يمكن أن نستنتج منها أن كاتب القرآن كان يعرف أن النهار ناتج عن ظهور الشمس، ولكني أرى أن هذا الكاتب وقع في "آيات" سورة الشمس في هفوة لا يُسمحُ لمثقف عادي أن يقع فيها، فكيف بالله الذي" أحاط بكل شيئ علما " ؟


(1) تعتمد الدقة التي توصل إليها هذا العالم على وحدة الطول التي استعملها والتي يختلف عليها المؤرخون. فحسب وحدة الطول الرومانية ، تكون الدقة 84% أما حسب وحدة الطول المصرية فتكون الدقة 99%

(2) لا ندعي السبق في كتابة هذا المقال، فهناك مقالات مشابهة له في منتدى اللادينيين العرب ومنتدى إلحاد، اكتشفت وجودها بعد كتابة مقالتي التي قررت أن أنشرها حسب أسلوبي لأهمية الموضوع. وتركز المقالة المنشورة في منتدى اللادينيين العرب على تشابه هذه "الآيات" مع "آيات" أخرى تعزى لمسيملة الكذاب.

(3)  فكرت أولا أن أضيف هذه المقالة إلى مقالتي السابقة بعنوان "وكل في فلك يسبحون" ، إلا أن سذاجة الطرح القرآني رجحت كتابة مقالة منفردة.

(4) راجع مقالة الأستاذ عبد الدائم الكحيل الإعجازية والتي يطابق تفسيرها "للآيات" ما نذهب إليه هنا ، مع ملاحظة خياله الإعجازي الرهيب الذي خوله أن يدعي أن الغلاف الجوي هو "طبقة النهار"

(5) راجع مقالة "وكل في فلك يسبحون" والمنشورة في هذا الموقع.


 

ملحق

 

الآيات التي تذكر الليل والنهار "ككيانين" مختلفين ومستقلين عن الشمس

نورد "الآيات" التالية حتى يتمعن القارئ فيها ويرى بنفسه كيف أن إله القرآن يتعامل مع ظاهرتي الليل والنهار وكأنهما كيانين مستقلين عن الشمس وعن حركة الأرض حول نفسها.

تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ {آل عمران/27}

إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {الأعراف/54}

هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ {يونس/67}

وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الرعد/3}

وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ {إبراهيم/33}

وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {النحل/12}

وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً {الإسراء/12}

ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ {الحج/61}

يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ {النور/44}

تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا {الفرقان/61} وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا {الفرقان/62

أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {النمل/86}

وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {القصص/73}

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {لقمان/29}

} يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ {فاطر/13}

وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ {يس/37}

خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ {الزمر/5}

اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ {غافر/61}

يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {الحديد/6}

 

هناك 19 تعليقًا:

jeffry يقول...

أين اختفيت طول هذه المدة يا أبا لهب؟
لقد أقلقتنا عليك كثيرا يا رجل.
هل أنت بخير يا هذا؟

Abu Lahab يقول...

العزيز jeffry

شكرا على المرور وأعتذر عن التأخر في الرد على تعليقاتك والتي كنت أتوق للرد عليها ولكن بعض الظروف القاسية منعتني.

أرجو أن تراسلني على الإيميل الخاص:
abulahab@gmail.com

أطيب التحيات
عبد العزى

basees@bloggspot.com يقول...

قوة الحجة والبرهان لاتنفذ إلى عقول أحكم إغلاقها منذ الصغر ... للأسف. أتذكر أنني قد قضيت عدة ساعات أحاول طرح نفس هذه الأدلة على أحد أقربائي (إعلامس جامعي مثقف ... ومتدين) فلم يتمكن من رؤية أين المشكلة ليناقشها!!

غريب جداً أن مثل هذه الدلائل نراها أنا وأنت تسطع كالشمس في عز النهار وينظر إليها المؤمن فلايرى إلاّ ظلمة.

ولك تحياتي

Abu Lahab يقول...

العزيز بصيص:
أشكرك على زيارة مدونتي وعلى تعليقك اللطيف.

أوافقك أن الله سبحانها وتعالت قد جعلت للأمة الإسلامية "من بين ايديها سدا ، ومن خلفها سدا، فأغشتهم، فهم لا يفقهون". بالطبع أقول هذا بأسى وألم، والحقيقة أني في شك دائم من نتيجة كتاباتي لأنيي عند النقاش مع المسلم العادي أرى الجهل التام الذي يعيش فيه.

أطيب التحيات
عبد العزى

Unknown يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
(تبت يدا ابي لهب وتب وما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب ) صدق الله العظيم

Abu Lahab يقول...

العزيز ال ال ال
تحية أبو لهبية وأيضا حطبية
شكرا للزيارة والتذكير بالنار ذات اللهب، وإن أردت المزيد، فبإمكانك قرائة موضوعي المعنونين "عن محمد والأنصار" المنشورين في موقعنا المتواضع
أطيب التحيات
عبد العزى

Unknown يقول...

لا يحتاج ان اقرأ ان كنت اريد ان اقرأ فقد قرأت وقرأت قرأت الكثير عنكم وقرأت جميع مدوناتكم فما الفائدة ولخصتها بكلمة واحدة ان نهجكم ديماجوجي والشكر لله عزوجل وليس لي ولك (تبت يدا ابي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وماكسب ) لم أرد ان اذكرك بالنار لانها تزعجك

Abu Lahab يقول...

العزيز ال ال ال: تحية طيبة وبعد،
لم يبق بوسعي إلا القول:

فبين أبو لهب أن قرآن محمد يزعم أن النهار يظهر الشمس وأن الليل يخفيها، فبهت الذي آمن بمحمد ولا عتب إلا على العاقلين

وعلى أي حال، فليس هناك شرف أعلى من أن يموت الفرد في سبيل رفعة أمته

أهلا بك دائما في مدونتي
عبد العزى

Unknown يقول...

اذا كنت حكمت على الاسلام الحكم النهائي ان لاتؤمن به حتى لو وضحت لك فافسأسكت ولا اناقشك وان كنت ستسمع كلامي بعقلك لا بقلبك وعاطفتك فسأتكلم ان اعجبك كلامي فخذه وان لم يعجبك ليس عليك الا ان تقول كفى وانا سأسكت ولا أدخل مدونتك ابدأ (ادع الى سبيل ربك بالحكمة و الموعضة الحسنة )

Abu Lahab يقول...

العزيز ال ال ال: تحية طيبة وبعد

فنحن دائما على العهد، وأهلا وسهلا بك مرة أخرى في مدونتي

عبد العزى

Unknown يقول...

بسم الله نبدأ سأسلك ثلاث اسئلة ستكون هذه الاسئلة الاساس الذي يستند عليه حواري معك مع الاخذ بعين الاعتبار عدم التجريح بمعتقدي كي يكون حوارنا بناء وفيه فائدة السوأل الاول (من ربك) فقط اجابه بسيطة اريد وانا من لن اتعرض لمعتقدك باي تجريح ان حبيت جاوب وان لم تحب فانا احترم خصوصيتك

Abu Lahab يقول...

عزيزي ال ال ال: تحية طيبة وبعد
أولا: أجد شرطك "بعدم التجريح" غريبا بعد أن بادئتني بالتجريح والتهديد بالحرق على لسان إلهك في رسالتك الأولى.

ثانيا: يبدو أنك تحاول أن تجذبني للحوار الدائر عن الله منذ بدء اليهودية ومرورا بالحضارة اليونانية إلى يومنا هذا عن براهين إثبات وجود الله والأخلاق والخير والشر والمواضيع الكلاسيكية الأخرى التي أشبعها الفلاسة بحثا. والحقيقة أني حاليا ومستقبلا غير مستعد للدخول في مثل هذا الحوار، بسبب عقمه وبسبب توفره بغزارة وبنوعيات مختلفة ، في مختلف المنتديات والكتب (راجع مثلا كتاب ريتشارد دوكينز لمسح ممتاز لهذا الموضوع).

الحقيقة أني فهمت من تعليقاتك أنك أردت أن تفند موضوعي أعلاه، ولهذا رحبت بالإستماع لحجتك ، ولكنك للأسف تريد مني هنا أن أجيب على سؤالك "البسيط" وعلى هامش هذا المقال بصفحات لا تنتهي.

بشكل عام ومختصر جدا، فأنه لا يوجد عندي أي عدواة لأي دين، وأي اعتقاد، ما دام حامله لا يقيد بممعتقده حريتي ومستقبلي ومستقبل الناس الذين أنتمي لهم، اي أفراد أمتي من العرب ، وأهل وطني . ولهذا ، وبالرغم من عدم التناسق المنطقي الداخلي للديانة البوذية (على سبيل المثال) فإنك لن تجدني أناقش معتقيدها في دينهم، فبالنسبة لي، لهم حريتهم الكاملة في الإعتقاد بتناسخ الأرواح (أيضا على سبيل المثال والتي لا يوجد عليها اي دليل علمي). أما بالنسبة للديانات الإبراهيمية، فتجدها جميعا تحاول أن تحشر معتقداتها في حلوق العالم، بالرغم من عدم وجود أي تناسق منطقي في بنيتها الداخلية وبالرغم من القمع الفكري والجسدي الذي مارسته هذه الأديان على مر القرون على الناس الذي يتبعوها وعلى الناس الذين يرفضون أن يصدقوا بها. وعلى وجه التخصيص، فإني أرى أن الإله الإسلامي ليس إلا نسخة معدلة للإله العبري المتوحش والفظ والذي أورثنا إياه سيدنا محمد التاريخي ، مؤسس أمتنا العربية(بخلاف محمد رسول الله الصنم الذي شيده العرب للقائد التاريخي).

بالطبع في حياتي العادية أنتقد المسيحية واليهودية علنا من باب أن هذا مسموح به، لا بل متسحب في وطننا، ولكني أكتب في هذه المدونة تحت أسمي الحقيقي :)(أي أبو لهب) لأني لن أستمر ليوم أو يومين على قيد الحياة بسبب قمع المسلمين الذين لا يحبون أن "يجرح" أحد في دينهم.

للمزيد عن موقفني من انتقاد الإسلام، أرجو أن تراجع موضوعي المعنون "دليل قراءة المدونة".

أعتذر عن سوء الفهم الذي حصل عن موضوع الحوار

لك مني أطيب التحيات وأجمل الأماني
عبد العزى.

ثماني دقائق يقول...

يسافر الضوء 300،000 كيلومتر في الثانية في الفراغ الذي يفصل بين الشمس عن الأرض.
الأرض هي ، في المتوسط ، على بعد 150 مليون كيلومتر من الشمس. عملية حسابية سريعة تبين ان الامر يستغرق 500 ثانية لضوء الشمس للوصول إلينا ، أي قبل ثماني دقائق و 20 ثانية
الشمس تتحرك‌ بالمشاهدة غربا بمقدار قيمة قطرها كل دقيقتين
هذا يعني أنه عند أول بصيص من ضوء الشمس قد حان إلى الأرض ، الشمس هي في الواقع على أربعة أضعاف قيمة قطرها الى الغرب. في السماء بمجرد أن يضيء ضوء الشمس الأرض
وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا
عندما‌ يظهر ‌لنا ‌أول ‌شعاع ‌للشمس, يكون ‌الموقع ‌الحقيقي ‌للشمس في‌السماء ‌في ‌الوقت ‌داته ‌على ‌مسافة ‌تعادل 4 مرات ‌مقدار ‌قطرها,
‌‌تتجلى ‌الشمس ‌في ‌السماء حقا ‌و ‌حقيقتا ‌عندما نرى ‌النور ‌المباشر ‌للشمس,
‌الٱية ‌تثبت ‌حقيقة ‌تأخر ‌الصورة ‌التي ‌نراها ‌للشمس ‌عن ‌المكان ‌الحقيقي ‌التي ‌توجد ‌فيه ما‌دامت ‌الصورة ‌التي ‌نراها ‌للشمس ‌تستغرق ثمان ‌دقائق, تكون ‌الشمس حينها ‌قد ‌سارت ‌بالمشاهدة ‌أربعة ‌مرات‌ مقدار ‌قطرهاغربا
ترجمة : وَالنَّهَارِ ( وصول‌نور‌الشمس ) إِذَا جَلَّاهَا ( إثبات ‌لتجلي ‌الشمس ‌حقا ‌و حقيقة )
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا
طبقا ‌لنفس ‌المبدأ ‌حقيقة ‌ما ‌نراه ‌من‌ الشمس ‌هو ‌على ‌خلاف ‌حقيقة ‌موقعها ‌في‌ الوقت ‌داته
قبل ‌أن ‌يلتمس ‌قرص ‌الشمس ‌الأفق ‌عند ‌الغروب في ‌حقيقة ‌الأمر ‌موقع ‌الشمسي ‌الحقيقي ‌يكون ‌قد ‌جاوز ‌الأفق ‌‌و الشمس قد ‌أغشيت,

Abu Lahab يقول...

العزيز ثماني دقائق: شكرا على زيارة مدونتي والتعليق.


تحاول في ردك أن تتهرب من هذه الورطة القرآنية بتعريف أن النهار هو ضياء الشمس، ولكن وحسب معاجم اللغة العربية (القاموس المحيط ولسان العرب) فإن النهار هو الفترة الزمنية التي ينتشر فيها ضياء الشمس. أي هي الفترة الزمنية بين وصول ضوء الشمس إلى الأرض وحتى مغيبها والتي تعتمد أيضا على انكسار ضوء الشمس في طبقة الغلاف الجوي.

صحيح أن الإرتباط بين النهار وانتشار الضياء هو إرتباط حميمي، ولكن، ومرة أخرى، فإن النهار يعبر عن الزمن وليس الضياء، وكما يرد في قاموس المحيط ولسان العرب، فإن تثنية كلمة النهار ليست "نهاران" ولكنها "يومين". والقرآن ، وكما تعلم لا يتفقر إلى الكلمات التي تشير إلى الضياء والنور. وواضح أن الشمس تجلي نفسها بإرسالها للضياء وأن النهار ليس إلى تلك الفترة الزمنية التي تمر على ذلك الجزء من الأرض المعرض لضياء الشمس.

"الآيات" الأخرى التي استشهدنا بها:

لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ {يس/40}

وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون { الأنبياء/33 }

تثبت أن كاتب القرآن لم يقصد لا من قريب ولا من بعيد أن يقول أن النهار هو الضياء ولكنه تشير إلى أنه كان يفهم أن النهار هو كيان مستقل عن الشمس بدليل أن له فلكه الخاص به.

أكثر ما يمكنك قوله هو أن كاتب القرآن استعمل كلمة نهار هنا مجازا ولكن هذا التأويل لا يستقيم مع الآيات التي نقتبس أعلاه.

أما من ناحية أن الليل يغشيها، فإنت كما تعلم فإن حجز الأرض لوصول ضياء الشمس لا يعني أنه غشيت، وبإمكانك أن تتصل هاتفيا بأحد الناس من الذين يقطن بلدا بعيدا عنك ليقول لك أن الليل الذي هبط عليك لم يغشي الشمس.


أطيب التحيات والأماني
عبد العزى

Unknown يقول...

وللأسف يا سيدي يبدو أنك تستخدم ألفاظا رنانة مثل (الخيال)، (ليّ العلوم)، (تعصب)، ولكنها فارغة لا مقتضى لها في كلامنا هذا، فبربك -الذي ربما تؤمن به وجودا- أين ليّ عنق العلوم واغتصابها واستكراهها فيما قلت؟؟.. الليّ يا سيدي أن تأتي بمعنى بعيد فتحمله حملا وتقحمه في معنى آخر لا صلة بينهما، فتشوه المعنى الأول وتحرفه لتأخذ منه المسخ الذي مسخته  فتقيسه على معناك الثاني، فمثلا لو قلنا أن لدينا -نحن المسلمين- معلومة بأن كل دابة من ماء والماء يتبخر عند 100 درجة مئوية، إذن فالمنتظر أن تتبخر الكائنات الحية جميعها عند هذه الدرجة.. هذا قياس فاسد لأنه ليّ لمعلومات وأخذ بوجه دون الوجوه الأخرى وتحريف للمعطيات.. فخبرني أين هذا مما قلته؟؟
دعني الآن أتكلم عن الآيات واعذرني -مقدما- للإطالة وأرجو من كل قلبي أن يتسع صدرك لكلامي وأن تنظر فيه نظر المحقق المخلص الباحث عن الحقيقة بلا هوى ولا تعصب..
من إعجاز القرآن يا أبا لهب وحكمته وإحكامه أن تأتي نصوصه في كل عصر لسامعيها فتفتح لهم آفاقا جديدة من الفهم والتأمل، وقد كان العرب الأوائل أهل بلاغة وبيان (ومن المفترض أنك تعرف ذلك بما أنك موَّكل عن أحدهم) فعرفوا المجاز في الدلالات والتفاف الضمائر،وابحث في أشعار العرب وكلامهم ولا داعي للإطناب في التمثيل وحسبك من ذلك قول نابغة ذبيان في مطلع معلقته:
يا دار مية بالعلياء فالسند *** أقوت وطال عليها سالف الأمد
فتأمل الالتفاف السينيمائي يا عزيزي، وقول امرئ القيس:
ألا عِم صباحا أيها الطلل البالي *** وهل يعمِنْ من كان في العصُرالخالي
فانظر كيف التف إلى ضمير نفسه متسائلا..
وقد عرف الأسلاف ممن تذوق اللغة فاختلط بياضها بسواده وخالطت مشاشه والدم، عرفوا جميعا قدر هذا الكلام وغايته ومراده فحمَّلوه المعاني المجازية التي فهموها من كلامهم وعاداتهم فيه، فالقرآن ليس عربيا لفظا فحسب، ولكن أساليب واستعارات ومجازا وبيانا وجوا وروحا فلا يبلغ مبلغا أعظم من مبلغه سامع الأعراب الأقحاح، ولعمرُك لقد سمع صاحبك وشيعته هذا الكلام فما أنكروا تناقضا ولا تباينا ولا اختلافا، ولو أنه كان شاذا عن طباعهم خارجا عن لسانهم لأنكروا عليه زعمه عربيّته ودافعوه وقضوا عليه وهم أحرص الناس على ذلك ولو كانوا عارضوه في ذلك لسجل القرآن معارضتهم ورد عليها وهو الذي كان لا يذر من الشبهات قليلا ولا كثيرا إلا ويورده ويرد عليه وأنت تدري، أو على الأقل رددها أعداء المسلمين من النصارى واليهود وسجلوها في كتبهم وسجلها علماؤهم المزدهر عهدهم في دولة بني عباس وما بعدها، أو لرواها الرواة الشغوفون برواية كل شاذ ومنكر ودونوها في كتب السير والأخبار، فأخرج لي يا أبا لهب أثرا واحدا أو خبرا مفردا في ذكر اعتراض أصحابك على أسلوب القرآن هذا، لا يكون عجزك عن هذا إلا إقرارا أن أسلوبه ليس إلا أسلوبهم هم أنفسهم في لغتهم ومجازها وحقيقتها وبيانها ومخارجه ومداخله،وهنا يجب عليك أن تنكر على لغة العرب وتعارضها وتحاربها لأنها لغة مائعة غير علمية (بزعمك).. فتفسير الآيات على كونها التفاف في الضمائر ومجاز وتغير في دلالتها لا بأس به في كلام العرب وأساليبهم..
وهناك وجه آخر يبين كما ذكرت آنفا مناسبة القرآن للعقول على مر الدهور، فعندما تخاطب أعرابيا وتحدثه عن الشمس وكيف أنها تظهر عند حلول النهار (فتكون دلالة لفظة "النهار" دلالة زمنية أي أن وقت النهار يجليها وهو مجاز مرسل لو لاحظت) فيفهم عنك، وتحدث كيف أن عند تخييم الليل (دلالة زمنية كالنهار ومجاز مرسل كذلك) تختفي وتغيب فيفهم عنك ذاك البدوي البسيط، ثم تأتي بعد ذلك بألف وأربعمائة عام فتتلوها على إنسان قد صعد القمر وغزا الفضاء يتشدق بالعلم وأسلوب العلم وموضوعية العلم ودقة العلم وبحث العلم، فيفهمها كما ذكرت لك في مشاركتي من تصوير الشمس من على الأرض ومرة أخرى من  الفضاء، فهل يحق بربك لذاك الإنسان أن يلوي رأسه ويعرض ويقول هذا ليّ لعنق العلم وضحك على الذقون، أم عليه أن يسجد بعقله إقرارا بإعجاز هذا الكتاب المبين وإحكامه وحمله للوجوه الكثيرة على مرور العصور كل وجه شاف كاف لذي عقل واع سليم من الهوى والتعصب، وكل وجه مناسب لعصره ولعقلية إنسان ذلك العصر؟؟؟
أرجو أن تعيد الكرة يا أبا لهب وتنظر وتدقق وتطلب الحقيقة بإخلاص، فإن فعلت ووجدتني واهما ضالا فأرشدني واهدني وأنا لك شاكر بل شديد الرغبة واسع الصدر لكل إرشاد وهداية خاصة بعد ما عانيت من ضلال وبعد إذ هداني الله فعرفت معاني لم أعرفها من قبل ولا زلت أعرف وأكتشف..
ألا نصل إلى نقطة نتفق فيها أن النور نور حقيقة والظلام ظلام يا أبا لهب؟؟
أتمنى هذا وأرجوه واعذرني مرة أخرى ومرات على إطالتي وأرجو أن تتقبل ما سطَّرت بصدر رحب وعقل متفتح ومحايد..

Unknown يقول...

وهذا هو التصوير التي أتحدث عنه وعن توجوجيهه لإنسان العصر الحديث:
ألا ترى أن المقصود من الآيتين إجلاء صورتين للأعين..
صورة للشمس من الأرض..
والثانية صورة للشمس من الفضاء..

لو نظرت علمت أن هناك طبقة في الغلاف الجوي تسمى طبقة النهار الرقيقة وهي المقصودة في قوله (والنهار إذا جلاها) وهو بهذا يصف صورة الشمس من الأرض بضيائها المنبعث في شتى أرجاء الغلاف الجوي..

أما الصورة الثانية فستراها من الفضاء الخارجي والذي لن تجد لكوكب من كواكبه غلافا جويا يحتوي على طبقة النهار تلك فتبدو الشمس نجما مضيئا محاطا بالظلام من كل جانب.. وهو معنى يغشاها لو تدبرت. غشي الشيء: حفه من كل جانب..

ومن هذا تتبين النظرة الربانية الجميلة والتي توحي إليك بصورتين للشمس.. واحدة من الأرض وأخرى من الفضاء.. ولو لاحظت ف(إذا) تعمل هذا العمل لكونها حرفا شرطيا اختص هاهنا بالظرفية..

أرجو أن تعيد النظر في فكرة "الخطأ" في النصوص الدينية كما سميته، فالأمر يبدو كإحكام لا خطأ، وأرجو رجاء آخر أخذ النص الديني بموضوعية أكثر والنظر في حيثيات نزوله وظروفه وإظهار الرأي الواضح أو الحكم الصريح عليه (فهذا يوصلك إما إلى الإيمان بأنه إلهي فتنمحي فكرة "الخطأ" هذه ويصبح تصديقك إياه تصديقا مطلقا، أو بشري أو محرف فتبحث عن "الأخطاء" فيه كما قلت)..
ومن الظلم الحديث في سياق تاريخ القرآن فالقرآن ليس من تلك الكتب التي تطورت وتغيرت وحرفت..
وأود توضيح نقطة.. القرآن لم يكن معجزا في مجال العلوم فحسب (ومجال حديثه هنا مجال سياق أمر النعم والتفضل على خلقه ﻻ مجال التعليم والتلقين فالقرآن باﻻتفاق لم ينزل لهذا وما هو بكتاب علوم) بل إعجازه في ظروف نزوله وظروف متلقيه وفي بﻻغته وفصاحته ونظمه وسﻻمته من التناقض الظاهر واتساعه للأزمنة وغلبته واستمراره وحفظه من التحريف و.... الأمر ليس مجرد علوم وفيزياء وكيمياء..
مسألة تأويل النصوص.. ليس تأويلا يا عم أبا لهب، بل إن اللغة نفسها كذلك.. لغة مجاز واستعارات وكنايات فهل نزل القرآن عربيا لفظا فقط بأسلوب روسي مثﻻ؟ أرجو الرجوع لكلامي في هذ النقطة..
أرجو أن نكون على بينة جميعنا..
تحياتي
عمر خالد

Abu Lahab يقول...

المتدين، أي متدين، يستثمر وقتاً كبيراً من جهده، وعواطف جامحة من وجدانه للإيمان بما يؤمن به، وبغض النظر عن كونه مسلماً أو مسيحياً أو ديني آخر، ولهذا تراه يباعد ما بينه وبين المنطق الواضح والسليم عندما يجد خطاً في النص ويلحق به أي أنواع المجاز وقلب المعاني ليتوافق مع الرأي السائد، سواء أكان علمياً أم عرفياً. وهذا ما قصدت أن أقول.

وأتفق معك تماماً أن هذا ينطبق علي أيضاً، وهذا الأمر لا مهرب منه.

أضرب في مقالتي عن الإعجاز العلمي في شعر امرؤ القيس مثالاً على إمكانية تحوير معنى النصوص ليتوافق مع مقصد الكاتب، بمعنى لو إدعى إمرؤ القيس أنه نبي ووجد من يؤمن به، لوجد من يؤول شعره في عصرنا ليتوافق مع نصوص شعره التي قالها قبل خمسة عشر قرناً. وأرجو العودة لها.

ودراسة النصوص الدينية، يجب أن تتم بمنهجية سياقها التاريخي والمجتمعي والفلسفي. وهذا منهجي في الكتابة، أما أن أقوم بمحاولة ليها لتتطابق مع ما علمته لنا العلوم الحديثة، فقد يكون ممكناً، ولكنه لا يستقيم عند الباحث المحايد الذي ينظر للدين بزاوية موضوعية (قدر الإمكان، فليس من موضوعية كاملة)، خصوصاً إن كان من خارج الدين قيد البحث.

أرجو أن تراجع التفاسير القديمة لهذه "الآيات" لأنها تعكس الفهم الصحيح لها، وقد اسشتهدت ببعضها أعلاه.

أجمل تحياتي
عبد العزى

Unknown يقول...

حقيقة يا أبا لهب أنا لم أتكلم إلا عن التفاسير القديمة وراجع كلامي، ثم تحدثت عن إمكانية فهم العقلية الحديثة العلمية لها من وجه آخر، الوجه المباشر الرافض للمجاز المرسل كما وضحته في المشاركة السابقة ولا ليّ فيه ولا خداع بل هو ظاهر واضح على ما يبدو..
ويبدو أنك أنت المتحجر في فهمك للنصوص، ففي الأمر سعة ونحن لسنا ملزمين بنص تفسير ولا كلام مفسر(وقد بينت ألا فساد فيها اللبتة بل مجاز مرسل أو التفاف ضمائر)، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب ذلك القبر.. وكلامك عن إجماعهم ظلم وتحامل.. وأكرر أن كلامي عن تأويل حديث للنص مقبول كل القول في عقلي دون تعصب ولا تحجر ولا جمود، أعد الكرَّة وانظر..
وأكرر هلَّا قال مشركو العرب قولك واستنكروا بعقولهم التي أحسبها ممدوحة باتساعها وفطنتها؟؟
أما موضوع امرئ القيس، فيبدو لي مجرد كلام ساخر ﻻ مكان فيه للنظر العلمي ولا الموضوعي وﻻ حاجة للتفصيل فيها.. غير أنني أقتضب وأقول أن أول بيتين ﻻ علاقة لهما بالجاذبية بل هما يتحدثان بكل سذاجة عن طول الليل فكأن نجومه مشدودة بحبل من كتان إلى صخرة صلبة (ﻻ إلى بعضها البعض)، والبيت التالي لهما يتحدث عن جوف العير أي الحمار وقد قيل فيها أنه يعني خلاءه من العلف فيكون الوادي خاليا من النبات، وقالوا أنه شبهه بواد رجل يقال له حمار كان قد أقفر وقالوا أنه شبهه بواد معروف عندهم بفضائه وخلائه يسمى واد العير فكما يعرف أهل اللغة:لفظة جوف تعني واد، وكل هذا لا علاقة له بقولك بتاتا فهو لم يورد أي ذكر لعلاقة ما بين كون الواد كجوف العير وبين عواء الذئب ولا يوجد ذكر لأي ملاسة يا عزيزي ولو كان فمن المعروف أن التجويف يكرر الصوت ويكبره وكذلك كانت هندسة القباب، وهذه بدائه يؤكدها العلم ويفسرها بعد ذلك كما في البيتين الأخيرين فإنه لا وجه لما قلته فيهما عن الأمومة وحاستها، فهو أمر معروفة وهو أشبه بكلام الواحد عن ميل الذكر للأنثى منذ آﻻف السنين فيأتي العلم ويثبت ذلك ويفسره فيسيلوجيا وبيلوجيا، فأين الإعجاز؟
أعرف أنه مجرد سخرية وتمثيل للي عنق العلوم وهذا حقا لي لعنقها ولكن أين هذا من ذاك..
ولو ادعاها امرؤ القيس لقلنا له فأصلح شعرك الواضح التناقض أوﻻ:
أغرك مني أن حبك قاتلي***وأنك مهما تأمري القلب يفعل
ثم قال:
وإن تك قد ساءتك مني خليقة***فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
فأين الحب وأواره إذن يا أبا الحارث؟؟؟

وأين إعجاز من إعجاز يا أبا لهب؟؟وأكرر: لا تكن متحاملا وأنصف فإني أراك جعلت معجزة القرآن الوحيدة وإحكامه وآيته في العلوم الطبيعية والنظرية، إن انهدمت (ولن تنهدم) انهدم صرح القرآن الخالد.. ما كان القرآن كتاب فيزياء ولا كيمياء ولا بيلوجيا ولا جيولوجيا ولا طب ولا فيسيلوجيا وما إلى ذلك يا عم أبا لهب بل هو نور وشفاء لما في الصدور، ولا يأتي ذكر تلك العلوم إلا في سياق الحديث عن النعم والأفضال الإلهية على خلقه، واعلم أنه من حق الخلق على ربهم أن يهديهم وليس من حقهم أن يعلمهم الطبيعيات وإلا لانسد باب الاجتهاد والبحث العلمي، ولكن عندما يحدثك الإله في باب من هذه الأبواب فسيعجز ويفهم البدوي والبروفيسور كل على قدر فهمه وقدرته، أرجوك تفهم هذا يا عم انت..
اللهم اهدنا سبيل الرشاد..

غير معرف يقول...

سلام اخي
الايه بسيطه اكثر مما تتصور ولا تتحمل الكثير من الكلام
ببساطه الايه تذكر ظاهره معروفه لديهم في الماضي وهي ان النهار يأتي وتظهر الشمس والليل يأتي وتختفي الشمس لا اكثر ولا اقل
اما بالنسبه لايه وكل في فلك يسبحون فالامر بسيط ايضا لا يتعدى فكره ان الليل والنهار يتعاقبان وعبر عنه بالفلك لا اكثر ولا اقل

من حقك ان تفكر ولكن يجب ان نكون منصفين

كل شي معرض للنقض لكن في نفس الوقت يجب ان لا نبخس القران حقه

الم تجد ايه واحده توحي بصدق القران؟

لماذا لا تأخد بالظن الحسن؟

Links

    لا يعني إدراج الروابط التالية أن أبو لهب يوافق على كل ما يرد فيها وعلى وجه التخصيص , فنحن نرفض وندين أي مقالات معادية للقضية الفلسطينية أو القضية العربية