الجمعة، أبريل 25، 2008

سورة الصفوف

سورة الصفوف

بســــــمك اللــــــهم

بعد مضي ساعات من الوقوف، خلت أني أسمع همهة ورجزا خفيين، تسرب في نفسي إحساس غريب، وكأن سحابة عظيمة من حضور هائل العدد بدأت تملأ الساحة، وما زلت أتلفت في أرجاء الساحة المترامية، حتى تحول الرجز الهامس اللطيف إلى زمازم بلغت أذن الجوزاء، وليست هذه مبالغة كمبالغة المتنبي، لأن الجوزاء لم تكن بعيدة كثيرا عن موقعنا في جنة المأوى. بعد أن أيقنت أن الهدير سيمزق أذني، جاء الملك صفا صفا وأخذت أميز أن هذا الهدير وهذه الزمازم لم يكونا إلا صوت تسبيح الملائكة، الذين دخلوا جنة المأوى قادمين من الجنات الدنيا وبدأوا بالإحاطة بشجرة سدرة المنتهى الباسقة بوقار وخشوع، وبدأت الباحة الدائرية المحيطة بالسدرة تمتلئ بأعداد غفيرة من الملائكة، جاؤو إليها من كل اتجاه. في البداية طفت صفوفهم المرصوصة فوق أرض الساحة بعلو ذراع أو نحوه، ثم جاءت صفوف أخرى وأخذ جبريل يوجهها بإشارات عجيبة من يديه وجناحيه، لتحلق وتصطف فوقها ثم فوقها، ثم أنتشرت الصفوف فوقنا إلى أن بلغ عدد طبقاتها سبع وسبعون ألف طبقة في كل طبقة سبعة وسبعون ألف ألف (هذا ما قاله أبومشعل) من الملائكة المتراصة صفا صفا. قال أبو مشعل وقد مسه الحماس المنتشر في الجو: إن الله يحب المسبحين له كأنهم بنيان مرصوص. وبالرغم من حشودهم الغفيرة، كانت رفرفرة جناحهم متزامنة رقيقة فلم تكد أن تسمعها في حفيفها الخفيف وكأن الصوت جاء من جناحين إثنين لا غير.


 خميس بشرق الأرض والغرب زحفه             وفي أذن الجوزاء منه زمازم / المتنبي

عودة للأعلى

 كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا {21} وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا {الفجر/22}

عودة للأعلى

ليست هناك تعليقات:

Links

    لا يعني إدراج الروابط التالية أن أبو لهب يوافق على كل ما يرد فيها وعلى وجه التخصيص , فنحن نرفض وندين أي مقالات معادية للقضية الفلسطينية أو القضية العربية